Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 25/06/2013 Issue 14880 14880 الثلاثاء 16 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

يستقبل المسلمون شهر رمضان المبارك فرحين مسرورين بقدومه، فهو شهر فضلـه الله على سائر الشهور، شهر المغفرة والرَّحمة والعتق من النار، شهر تضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات ويزاد فيه من رزق المؤمن، جعل الله صومه فريضة وقيامه تطوعًا، من تقرّب فيه بخصلة من خصال الخير كان كم تقرّب بألف فيما سواه، فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر من حرم خيرها فقد حرم.

أخي المسلم: استقبل شهرك بتوبة نصوح، فإنَّ التائب من الذَّنْب كمن لا ذنب له، افتح فيه صفحة جديدة من صحائف أعمالك فإنَّ الحسنات يذهبن السَّيئَات، بادر فيه بالعمل الصالح، فإنَّ العمل فيه مضاعف، استقبل شهرك بنفس رضية وبصدر رحب خالٍ من الغلِّ والحقد والحسد، حافظ على ساعاته وأيامه ولياليه فما أسرعه وينقضي، وقد لا تدركه بعد اليوم، فطوبى لِمَنْ أدرك رمضان وغفرت فيه آثامه، وبالرغم من أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى لِلنَّاس وبينات من الهدى والفرقان فلا تجعله شهر عصيان، شهر رمضان شهر البر والإحسان وتلاوة القرآن فلا تجعله شهر غفلة ونسيان، شهر رمضان شهر الأُلفة والمَحَبَّة والعفو والتسامح والصلة فلا تجعله شهر فرقة وتدابر وتناحر، فالسعيد من أدركه وصامه وقامه وحفظ فيه قلبه ولسانه. والشقي من كان حظُّه فيه التعب والسّهر والجوع والعطش. استقبل رمضان بنية صادقة، لا رياء ولا سمعة، فمن صام رمضان وأقامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، أبشروا أيها الصائمون القائمون بفوز من الله ورضوان، فإنَّ بالجنَّة بابًا يقال له الريان لا يدخل معه إلا الصائمون، وقد أعدّ الله لأهل جنته ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، من فطر فيه صائمًا كان له مثل أجره دون أن ينقص من أجر الصائم شيء.

تذكر أيها الصائم قول الرب -جلّ وعلا - في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه من أجلي)، فالصيام سرٌّ بين العبد وربه، وهو من أفضل الأعمال واجلها عند الله، فالصوم جنة، أي: ستر من عذاب الله، وإذا صمت فليصم سمعك وبصرك وجميع جوارحك، وهو الكفّ عن محارم الله، وحافظ على واجبات دينك فإنّه لا صيام لِمَنْ لا صلاة له، فالصَّلاة عمود الإسلام من ضيعها فهو لِمَنْ سواه أضيع. أكثر فيه من الصدقات فهو شهر الصدقة والمواساة، والأجر فيه مضاعف لشرف زمانه، كن عونًا فيه لِمَنْ هم تحت يدك من البنين والبنات بالنصح والتَّوجيه والثبات، والبعد عن الغفلة والمسلسلات، فالوقت فيه من ذهب، بل أغلى من الذهب، لأن كنوز الدُّنْيَا لا تساوي أجر الصائم القائم، فالدُّنْيَا مهما بلغت فلهو زائل وما عند الله خير وأبقى.

تقبل الله منَّا ومن جميع المسلمين صالح الأعمال.

dr-alhomoud@hotmail.com
الاستاذ بالمعهد العالي للقضاء وعضو مجلس الامناء في الجامعة الاسلامية العالمية في بنغلادش

أهلاً بشهر الخير والبركات
د.إبراهيم بن ناصر الحمود

د.إبراهيم بن ناصر الحمود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة