Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 28/06/2013 Issue 14883 14883 الجمعة 19 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

التغيير سنّة كونية. هذه حقيقة من أنكرها عليه أن يراجع نفسه، فقد يكون لديه خلل ما.

التغيير إما أن تؤمن به وتسير وفقًا لمقتضياته بل وتسيره لصالحك في مرَّات كثيرة لتستفيد وتفيد من حولك، وإما أن تقف أمامه فيدوسك قطاره السَّريع الذي لا يتوقف، أو تنفذ بجلدك فتعيش حياتك على الهامش بعيدًا لوحدك تصارع دون فائدة. كل شيء يتغيَّر ولا يبقى على حاله فالماء الراكد يأسن. افتح نافذة الماضي القريب جدًا. لن أحيلك إلى أرشيف ما قبل الإسلام، ولا حتَّى إلى بداياته، ولا إلى الأيَّام الأولى من توحيد المملكة على يد مؤسسها الملك عبد العزيز -رحمه الله-. قلب في أرشيف الصُّور للفترة القريبة جدًا إلى ما قبل ثلاثين سنة فقط، ثمَّ قارن تلك الصُّور بالحاضر ستندهش حتمًا من الفروق الهائلة. كان التغيير يتم في سنة أما اليوم فهو تغيير مستمر في اليوم والسَّاعة والدقيقة. التغيِّرات لم تذر شيئًا فقد أتت على أفكار النَّاس وتوجهاتهم وقناعاتهم نتيجة الاندماج مع ثقافات الأمم الأخرى، والتمازج مع شعوب ذات عادات مختلفة فتغيَّرت كثير من عادات النَّاس هنا في المملكة. كل المجالات لحقها التطوير بدءًا من التَّعليم والصحة ووسائل النقل والخدمات التي سهلت لِلنَّاس سبل عيشهم. إِنسان ما قبل خمسين سنة فقط وليس أكثر من ذلك لو عاد إلى الحياة لن يتصوَّر هذه الطَّفْرة الحضارية المدهشة. لم يكن هذا التغيير ليتم لولا فضل الله أولاً، ثمَّ إرادة الدَّوْلة القوية المؤمنة بسنّة التغيير عبر قادتها الكبار منذ التأسيس وحتى اليوم. هذه الإرادة والقرارات الجريئة هي التي أدخلت المملكة اليوم ضمن الدول العشرين وعزَّزت موقعها عالميًّا ولو أذعنت للممانعين الذين يريدون الوقوف في أماكنهم دون حراك لما تقدَّمت قيد أنملة، ولبقيت دولة كسيحة تحاول التَغَلُّب على عللها وأزماتها وسط عالم قوي لا يحترم الضعيف ولا المتخلف، لكنَّ فضل الله علينا عظيم، إِذْ أنعم علينا بقادة يستشرفون المستقبل بِكلِّ أبعاده، وألا سبيل إلى التقدم إلا بتعزيز أدواته، فبدأت بفرض تعليم البنين النظامي بنقله من الكتاتيب رغم ممانعات بعض المستفيدين وتأليبهم، ثمَّ فرضت تعليم البنات الذي شهد ممانعة لا مثيل لها، لأن النَّاس بطبيعتهم أعداء لما يجهلون، واقتنع النَّاس بعد ذلك بالتلفزيون بل وأقبلوا عليه بِشَكلٍّ غير متوقع، ومنحت المرأة السعوديَّة حقوقها في المشاركة السياسيَّة والاجتماعيَّة، واتخذت سياسات لتنشيط الأيدي النسوية السعوديَّة في دواوين الحكومة ومؤسسات القطاع الخاصتصل المرأة إلى مرتبة نائب وزير ومديرة جامعة وعضوة في مجلس الشورى.

كانت الدَّوْلة ولازالت تراعي في التجديد والتحديث والتغيير ثوابت الأمة الراسخة فلا تقدم على إقرار أمر يتعارض مع ما جاء به الدين الإسلامي، ويأتي الأمر الملكي بإقرار إجازة نهاية الأسبوع بيومي الجمعة والسبت في ذات السياق مع حرص القيادة الحكيمة على مصالح الأمة وما يَتَّفق مع جوهر دينها دون أن تصغي لتلك الأصوات التي تحلَّل وتحرّم، وتحارب كل جديد بذرائع شتَّى وهي واقفة متسمرة في مكانها تريد أن توَّقف عجلة الحياة وتنمية البلد من أجل أن تبقي على مكتسباتها في وقت أصبح من المستحيل أن نتخلف عن الركب.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
قطار التغيير والواقفون في أماكنهم
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة