Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 28/06/2013 Issue 14883 14883 الجمعة 19 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

رحم الله الأخت منيرة بنت عبدالعزيز المهيزع
عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف

عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف

رجوع

قضيتِ حياةً ملؤها البر والتُقى

(فأنتِ) بأجر المتقين جدير

سرور أيام الدنيا وإن طال أمده فلا بد أن يعقب صفوه كدر، وهذه سنة الحياة سنة الله في خلقه، إنها لم تصف لأي إنسان مهما حاول الاستمتاع

بملذاتها العامة والخاصة، وبأطايب نعيمها المتنوعة، فإن ذلك كله لا يستطيع حجب وقوع شيء من أقدار الله من أمراض ومصائب، أو فقد عزيز، لأن الدنيا محفوفة بالمخاطر وبمكدرات النفوس، فبينما كنت عائداً من مدينة الرياض إلى بلدي حريملاء مقر إقامتي في ساعة متأخرة بعد حضور حفل زواج بهيج سعدت بلقاء نخبة من العلماء والأدباء، ولفيف من الزملاء والأصدقاء إذا برسالة جوال تشير بنبأ وفاة الأخت العزيزة منيرة بنت عبدالعزيز المهيزع أم أبناء عبدالعزيز بن محمد العجاجي وشقيقة الأخ الفاضل عبدالعزيز بن عبدالعزيز المهيزع (أبو عبدالقادر) الحبيبة إلى قلبي وقلوب أبنائها وبناتها وأسرتها ومحبيها، فكان لذاك النبأ وقع موجع ومحزن جدا، حيث صعدت روحها الطاهرة إلى بارئها قُبيل منتصف ليلة الأربعاء 19/7/1434هـ بعد معاناة طويلة مع المرض، ومع ذلك كانت صابرة محتسبة الأجر والمثوبة من رب العباد إلى أن استوفت نصيبها من أيام الدنيا، فسبحان من جعل وقت وفاتها هو تاريخ ميلادها أي في 20 رجب، ولقد أديت صلاة الميت عليها بعد صلاة عصر يوم الأربعاء 19/7/1434هـ بجامع الملك خالد بأم الحمام، ثم تبع جثمانها الطاهر محمولاً إلى المقبرة عدد كبير من المشيِّعين راجين المولى لها بواسع رحمته ومغفرته، بعد ذلك أخذ المعزون يتوافدون إلى مكان العزاء رجالا ونساء طيلة الأيام الثلاثة بأعداد كثيفة، وقد توالت الأحزان على مشاعري في الآونة الأخيرة، وكثرت ضرباتها بين جوانحي على أثر رحيل الكثير من الأقربين رجالاً ونساءً وأصدقاء ومعارف كُثر.. ولما تجف دمعة العين الحرى تفجعا وتحسرا على رحيل صديقي ابن عمي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن إبراهيم الخريف رئيس شركة الخريف الذي تخطفته على عجل يد المنون بمشيئة علام الغيوب ومقدر الأعمار والآجال مساء الأربعاء 5/7/1434هـ..، حتى أعقب ذلك رحيل أختي منيرة - من الرضاعة - أم عبدالرحمن كما أسلفنا ذكرها آنفا، ولقد حزنت حزنا شديدا على فراقها وغيابها عن نواظرنا، فعم الحزن أبناءها وبناتها وشقيقها عبدالعزيز، وخيم على أبناء وبنات أخيها الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مهيزع، وجميع أسرة آل مهيزع والعجاجي ومحبيها، - تغمدها الله بواسع رحمته -، فهي امرأة صالحة كثيرة العبادة محبوبة لدى أسرتها وجيرانها، محبة للبذل في أوجه البر والإحسان، عطوفة على الأطفال وعلى الضعفة والمساكين..، قد حباها المولى لين الجانب مع الصغير والكبير، فهي على جانبمن التواضع الجم والخلق الرفيع، فمنزلتها لدي منزلة الأخت الشقيقة حباً وتقديراً:

فلو أنني خيرت من دهريْ المنى

لاخترت طول بقائها وخلودها

ولقد ولدت في حريملاء وقد مات والدها في صغرها فقامت والدتها أمي من الرضاع (سارة بنت صالح العجاجي) - تغمدها الله بواسع رحمته - برعايتها ورعاية شقيقها عبدالعزيز وشقيقتها نورة - رحمها الله - بجانب زوجها الجديد.. والد الشيخ محمد بن عبدالعزيز المهيزع - رحم الله الجميع - ولقد ألحقتها والدتها بعد بلوغ السابعة إحدى مدارس الكتاب للبنات لتعلم القرآن الكريم والكتابة حتى ختمت القرآن وحفظت بعض أجزائه حفظاً عن ظهر قلب، وقد عاشت حياتها محبوبة لدى القريب والبعيد متصفة بهدوء الطبع ولين الجانب محسنة تربية من تحت يديها من أبناء وبنات بل ومن له علاقة بأسرتها، فحياتها عبادة خالصة لله وقدوة حسنة في تعاملها وإكرام من يقصدها، معرضة عن مساوئ غيرها لذا عاشت العمر كله محبوبة حميدة السجايا باشة المحيا، ولقد أحسن الشاعر، حيث يقول:

وجه عليه من الحياء سكينة

ومحبة تجري مع الأنفاس

وإذا أحب الله يوماً عبده

ألقى عليه محبة في الناس

ولي معها ومع شقيقها عبدالعزيز ومع والدتها: أمي التي أحسنت إلي بالرضاعة ذكريات جميلة طويل مداها لا تغيب عن خاطري مدى عمري، ولئن غاب عنا شخص أم عبدالرحمن وبات تحت طيات الثرى، فإن فعلها الجميل وذكرها العطر باق في قلوبنا:

لعمرك ما وارى التراب فِعالها

ولكنما وارى ثياباً وأعظما

فمثلها يندر من بين فضليات النساء خلقاً وأدبا، وحبها عظيم متغلغل في سويداء قلبي مردداً هذا البيت:

حياتُكِ كانت لي نعيماً وغبطةً

وموتُكِ عاد الصدرُ منه حطاما!

- رحمها الله رحمة واسعة - وألهم أهلها وذويها وأبناءها وبناتها وأخاها عبدالعزيز وجميع محبيها الصبر والسلوان.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة