Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 28/06/2013 Issue 14883 14883 الجمعة 19 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

أفاق اسلامية

شاب ليست له صبوة
د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري

رجوع

د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري

أخرج الإمام أحمد في المسند (17371)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/226) عن عقبة بن عامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:»إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة» أي ليس له ميل إلى الهوى، لرغبته في الخير، وقوة عزيمته في البعد عن الشر.

- الصبو الميل إلى الشيء من صبا يصبو إذا مال واشتاق، ومن ذلك قوله تعالى عن يوسف عليه السلام :»وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن»، والحديث المتقدّم مختلف في سنده، لكن معناه صحيح، لأن الشاب المستقيم الذي نشأ في طاعة ولم ينحرف، جاء الحديث الصحيح بأنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله.

- ومن عادة الشباب أن يكون له ميل إلى اللهو واللعب، فيكثر منه، وسمي هذا صبوة، فإذا رأيت شاباً عزف عن هذا اللهو وأعرض عنه، وأقبل على العبادة واشتغل بالعلم فهذا محل عجب، وفي الشباب من يبلغ في حصافة فكره، وقوة عقله، وحسن تدبيره، وعذوبة لفظه، المنزلة الكافية لما فيه من خير وصلاح فيلقى على عاتقه ما يلقى على عواتق الكهول أو الشيوخ من عظائم الأمور، وفي سير شباب الصحابة الصفحات المشرّفة، اقرأ ذلك في حياة ابن عباس، وعتّاب بن أسيد، ومعاذ بن جبل، وأسامة بن زيد وغيرهم، وهم في سن العشرين أو أقل من ذلك، فلا تنظر إلى صغر سن الشباب، ولكن انظر إلى ما بلغه من العقل والرأي والمجد.

- وكثير من الشباب اليوم يواجهون في حياتهم ما يصرفهم عن الخير والاستقامة من أمراض الشهوات، وأمراض الشبهات، وأشدها خطراً مرض الشبهات الذي هو انحراف عن الاتباع ووقوع في البدع، والضلالات، وكلا المرضين خطير على حياته وسلوكه، ودعاة السوء والفتنة قد زيّنوا لهم مسالك هذا المرض حتى أصبحوا أدوات لهم يستقبلون منهم ما يبثونه لهم عبر وسائل الاتصال ومواقع التواصل الإلكتروني فالحذر الحذر منهم.

- ومن أشد ذلك السعي وراء التحزّب والتجمّع على غير منهج السلف الصالح، من التحزّب للأهواء وأصحاب الشبهات، أو التحزب للأشخاص والجماعات دون الكتاب والسنة ونهج سلف الأمة، فهذا من أكبر أسباب الفرقة والفتنة، قال ابن تيمية في الفتاوى :»(11/514) فأما الانتساب - أي إلى الجماعات والأشخاص - الذي يفرّق المسلمين، وفيه خروج عن الجماعة والائتلاف إلى الفرقة وسلوك الابتداع، ومفارقة السنة والاتباع، فهذا مما ينهى عنه ويأثم فاعله.

- فالشاب المسلم يلزم اتباع منهج السلف المجتمعين على ما أمر الله به ورسوله، لأن الله تعالى أمر بالجماعة والائتلاف ونهى عن التفرّق والاختلاف.

- وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة