Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 29/06/2013 Issue 14884 14884 السبت 20 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

بأمر ملكي كريم أعيد يوم الخميس للعمل بعد تقاعد عن العمل الحكومي استمر 39 عاما، وأحيل يوم السبت للتقاعد بعد عمل سنوات طويلة عانى فيها من النبذ والكره والحقد وصار الناس يضربون المثل فيه فيقولون أثقل من يوم السبت. تبعا لهذا القرار سيكون يوم الأحد بداية الأسبوع نيابة عن يوم السبت، وعليه سيعاني مما عانى منه يوم السبت وسيكون أكثر المتضررين، لكن قرار الاجازة أعاد ترتيب الأيام وبطريقة منطقية من وجهة نظر بعض فلاسفة مواقع التواصل الاجتماعي فالأحد واحد، والاثنين اثنان أي في المرتبة الثانية، والثلاثاء ثلاثة، والأربعاء أربعة، والخميس خمسة. نظام الإجازة الجديد سيفقد يوم الأربعاء ميزته فلن تكون ليلته مغرية ولا نهاره جميل، وستفقد ليلة الخميس بريقها الأخاذ وسحرها الرومنسي، فلن تستمر بذلك البهاء الباذخ تلك الليلة التي طرز بها نور القمر شط البحر، ولن يكون بوسع الليل أن يتحول من فرحه إلى عريس.

ستتحول الحظوة والمعزة والدلال لليلة السبت بعد أعوام طويلة ظلت فيها كئيبة مترعة بالأحلام والكوابيس التي تداهم الكسالى وعشاق الراحة ومدمني النوم. ستكون ليلة مختلفة تكثر فيها المناسبات الاجتماعية والاجتماعات العائلية على وجه الخصوص والولائم والأفراح والسفر والرحلات البرية بعد دهور مرت كانت فيها ليلة تهيؤ واستعداد للعمل والدراسة، وهي ليلة سيشترك فيها المجتمع السعودي لأول مرة في تاريخه مع المجتمعات الأخرى في جزء من عطلة نهاية الأسبوع، وخاصة شعوب أوروبا وأمريكا. ليلة الجمعة هي الأخرى لن تفقد مكانتها إذ ستستحوذ على كل مزايا ليلة الخميس المأسوف على أيامها الخوالي، حيث بريق الذكريات وعبق الماضي الجميل.

هذا التغير سيحدث تصورات مختلفة في الذهنية الاجتماعية، لكن الناس بطبيعتهم سيتكيفون مع الجديد بعد أسابيع معدودة من التطبيق. سيجني المجتمع السعودي فوائد مستقبلية فإجازة الجمعة والسبت مطبقة في كل دول الجوار تقريبا ومنها دول الخليج العربي التي تتفق معنا في العادات والتقاليد ونماذج المناسبات الاجتماعية، وهو ما سيؤدي إلى سهولة تنسيق لقاءات الأسر الخليجية التي تربطها صلات القرابة مع بعضها وعلاقات المصاهرة والنسب، وهو ما سيتيح الفرصة أمامها لحضور المناسبات المتبادلة بينها وزيادة جرعات الحميمية والتواصل.

قد أكون في هذا المقال موغلاً في التركيز على المردودات الاجتماعية، وهي ما يهمني أكثر، فقد آثرت ترك الحديث عن المردود السياسي وكذا الاقتصادي للمتخصصين، وإن كان الجانب الاقتصادي بالذات أبرز الدواعي التي حتمت التغيير وفق ما ورد من شرح في ثنايا الأمر الملكي الكريم، فمصلحة الوطن الاقتصادية فوق أية اعتبارات، فليس من المعقول أن تستمر الأمور على ما كانت عليه رغم أنه ثبت أن إجازة الخميس والجمعة غير مجدية ولا تتوافق مع المعطيات والظروف الدولية.

أجمل ما في إجازة الجمعة والسبت الموقع الملائم ليوم الجمعة وهو يوم عبادة فيه صلاة الجمعة. رغم قدسية هذا اليوم إلا أنه كان يمر ثقيلا على الناس. الوضع الحالي سيحوله إلى يوم مريح جداً يؤدي فيه الناس الصلاة ثم ينصرفون مع عوائلهم لقضاء بقية اليوم مع يوم السبت في التنزه والتسوق والسفر وسيتحول ثقل السهرات من ليلة الجمعة إلى ليلة السبت.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
إعادة الخميس للعمل
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة