Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 29/06/2013 Issue 14884 14884 السبت 20 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

** مع اقتراب شهر رمضان المبارك تنتشر صور فوضى التسوق، فمن التزاحم في مراكز تسوق الموادّ الغذائيَّة إلى التزاحم في الشوارع المحيطة، والتسابق المحموم خلف حملات التخفيضات التي للأسف تستغل هذا الهوس الذي يصيب النَّاس بعروض معظمها إما وهمي أو مدسوس به الغلاء الفاحش لأصناف أخرى من السلع، العجيب أن ترى الازدحام على أشدة ليلة الإعلان عن رمضان وكأن النَّاس علموا فجأة بدخول الشهر الكريم، حتَّى يخيل إليك أن البيوت فارغة من الأكل طوال العام إلا في رمضان، ولأننا دائمًا على ما يبدو نعشق اللحظات الأخيرة فمن المشاهد المعتادة ازدحام التموينات قبيل الإفطار والكلُّ يريد أن يحاسب في نفس اللحظة، ولا غرابة في ذلك إذا ما علمنا أن سوق الغذاء يستقطع 30 في المئة من سوق الغذاء على مستوى العام كاملاً!

** من المعروف أن شهر رمضان المبارك هو الأكثر مبيعًا على مستوى كافة الأنشطة، فمن أعلى معدلات بيع الموادّ الغذائيَّة إلى مبيعات الملابس التي تنشط من منتصف رمضان وتصل ذروتها خلال الأسبوع الأخير ووفقًا لبعض الإحصائيات فإنَّ مبيعات أسواق الملابس في العيد يتجاوز مليار ونصف، وإذا كانت المطاعم عادة تغلق نهار رمضان إلا أنَّها هي الأخرى تحقَّق معدلات بيع جيِّدة لأن الأكل في اللَّيل يعادل ربَّما أضعاف الأكل نهارًا في الأيام العادية.

** ميزانية بعض الأسرة دائمًا تكون متأزمة خصوصًا الفترة من بداية شهر رمضان وحتى عيد الأضحى المبارك - لوجود مصاريف العيدين وبداية العام الدراسي - وهي مناسبات معلومة زمنيًّا، فالكلُّ يعرف متى العيد ومتى بداية الدراسة، وهنا يمكن القول إن الأسباب الحقيقية تعود إلى غياب التَّخْطِيط لميزانية الأسرة، وغياب ثقافة الادخار التي تحتاج إلى تعاون وتفهم كل أفراد الأسرة التي من أهم متطلباته عدم الانسياق وراء المظاهر وتقليد الآخرين، ولذلك يبقى راتب رب الأسرة مستباحًا بكامله، حتَّى يُضْطر البعْض إلى الاستدانة مما يُؤدِّي إلى تراكم الديون والقروض وبهذا تكون الأسرة بكاملها قد دخلت نفقًا مظلمًا، فلا تستطيع توفير احتياجاتها، ولا تسديد الديون.

** المجتمع بحاجة إلى إشاعة ثقافة الادخار ولكن من يقود ذلك؟ فلا المؤسسات الرسمية ولا البنوك سعت إلى المساهمة في ذلك، فلو أن كل جهة عملت برامج توعية وأنشأت صناديق ادخار عن طريق البنوك التي تتعامل معها وبمزايا مشجِّعة للمدخرين لربما استطعنا أن نقلل من هذا الهدر المالي الذي أول ضحاياه هي الأسرة ذاتها.

alonezihameed@
@alonezihameed تويتر

نبض
رمضان.. وحمى التسوق
حميد بن عوض العنزي

حميد بن عوض  العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة