Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 29/06/2013 Issue 14884 14884 السبت 20 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

لا أعتقد أنّ أحداً سيزايد على حقيقة أنّ ثورة مصر قام بها شبابها، والذين ضاقوا ذرعاً بما مارسته السلطة على مدى أعوام طويلة، ولا يخفى على أحد بأنّ حكاية «التوريث» كانت هي القشة التي قصمت ظهر نظام الرئيس السابق مبارك، وحينها - أي أيام الثورة - كان الإعلام الغربي يتحدث عن ثورة وطنية حقيقية تحدث لأول مرة في العالم العربي، إذ كان لافتاً أنه لم تكن هناك شعارات عدائية ضد أي طرف دولي، كما لم تكن هناك شعارات دينية، كما جرت العادة في عالمنا العربي، ولذلك فقد تفاءل كثيرون بميلاد ديمقراطية حقيقية في هذا العالم المنكوب منذ قرون.

وفجأة، وبعد أن انجلى الغبار، بعد تنحي الرئيس مبارك، أو تنحيته من قبل الجيش، ظهرت فيالق تنظيم الإخوان المسلمين الدولي من كل حدب وصوب، مع أنه لم يكن لها وجود على أرض الواقع أيام التضحيات، والكر، والفر في كل ميادين مصر، وبدا واضحاً أنه كانت هناك استراتيجية مرسومة سلفاً لهذا السيناريو، أي أن يكون الشباب غير المؤدلج في الواجهة، ثم يخرج الإخوانيون ليقطفوا ثمارها، بعد نجاحها بالتأكيد!، وغني عن القول إنه، وبعد تنحي مبارك مباشرة، تم اختيار بعض زعامات تنظيم الإخوان المسلمين من ضمن أكثر الشخصيات العالمية تأثيراً!، وذلك من قبل إحدى المجلات الأمريكية المحافظة، وتحديداً مجلة الفورين بولسي، ثم انفرطت السبحة، وتسربت وثائق تشير إلى أنه كانت هناك لقاءات بين قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ورموز مؤثرة في الإدارة الأمريكية، وذلك منذ عام 2006!، وربما قبل ذلك، وغني عن القول إن إحدى تلك الشخصيات الأمريكية المؤثرة كان عضو مجلس الشيوخ السيد جون كيري، والذي اختاره الرئيس اوباما وزيراً للخارجية في فترته الثانية!.

حسناً، قلنا سابقاً إن هناك حلفاً وثيقاً بين الولايات المتحدة، وتنظيم الإخوان، وهناك رؤيتان بهذا الخصوص، فالرؤية الأولى ترى أن الإدارة الأمريكية أخذت برؤية المفكر الأمريكي من أصل هندي، الدكتور فريد زكريا، والتي تشير إلى أهمية نشر الديمقراطية في العالم العربي، وتأكيده على أن ذلك سيساهم في تخفيف حدة الكراهية للغرب، والرؤية الثانية تزعم بأن أمريكا أوصلت الإسلاميين للحكم بهدف إحراقهم سياسياً، وذلك ليقينها بأنهم ليسوا أهلاً للحكم، وأياً يكن الأمر فإن يوم ثلاثين يونيو سيكون يوماً تاريخياً، إذ سيكون للموقف الأمريكي - غير المباشر - دور حاسم في حسم الأحداث لصالح تنظيم الإخوان، أو لصالح غالبية الشعب المصري، فالمؤكد أن استقرار مصر مطلب دولي، وأمريكي- إسرائيلي خاص، فهل يا ترى تنتهي تجربة الإخوان السريعة في الحكم إلى الأبد، أم تكون الكلمة العليا لتنظيم الإخوان، ومن يقف وراءه، ويدعمه بكل طريقة ممكنة، أي أمريكا وإسرائيل؟!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
30 يونيو.. مستقبل مصر!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة