Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 29/06/2013 Issue 14884 14884 السبت 20 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

في زمنٍ بعيدٍ جداً، أيام دراستي في المرحلة الثانوية، كانت نسخة ميسرة من الرواية الكلاسيكية «الزنبقة السوداء» The Black Tulip للروائي الفرنسي الشهير أليكساندر دوماس ضمن مقرر اللغة الإنجليزية. أتذكر، في خضم الفوران السياسي الذي يسود الآن المنطقة العربية، بطلَ القصة الطبيب «كورنيليوس فان بيرل» الذي ترك الطب وتفرَّغ لهوايته وهي استنبات وزراعة الزنابق النادرة، فقد نصحه والده ذات يوم قائلاً: استمتع بحياتك وعش سعيداً هادئاً ولا تقترب من السياسة مثل «فلان»، فلن تجر عليك السياسة إلا المتاعب!

في النهاية أدركت السياسةُ «كورنيليوس فان بيرل» على غير رغبة منه، وأخذته معها إلى السجون والاعتقال، وكاد يفقد حياته لولا الصدفة التي أنقذته وبسالة حبيبته المتفانية «روزا» ابنة حارس السجن.

إذا كانت السياسة وصراعاتها ودسائسها بلاءً في كل الأزمان فهي في زمننا هذا أم المصائب والأحزان والخيبات، وخاصة في عالمنا العربي. فالسياسة في العالم العربي لا تجر المتاعب على السياسيين فقط ولكنها أيضاً تأتي بالمتاعب والخراب على الأوطان؛ والسبب هم رجال السياسة أنفسهم!

يعتقد السياسي أنه يمتلك الفكرة «الصائبة» التي ستحقق مصلحة البلد، هذا إذا افترضنا حسن النية والإخلاص والوطنية لدى ذلك السياسي. ولهذا تجده يسعى بكل ما يمتلك من نفوذ معنوي وغير معنوي أن يفرض «فكرته» على الآخرين، وهي فكرة قد تنطلق من انتماء حزبي أو مذهبي أو عرقي أو حتى من أوهام شخصية وخزعبلات وجنون مثلما كانت حالة معمر القذافي وبوكاسا وعيدي أمين.

يجتهد السياسي، وكثيراً ما يُصاب بالغرور، وعندما يخطئ قد يدفع الثمن غالياً من رصيده السياسي أو قد تكون حياته وسلامته الشخصية هي الثمن. لكن المصيبة الكبرى هي أن من يدفع أغلى الأثمان هو الوطن. فقد تقود سياسات الزعيم إلى تدمير الوطن وخرابه وتراجعه عشرات السنين عما كان عليه سابقاً من تقدم وتنمية ومستوى ومعيشي.

المؤلم هو أن هذا ما يحدث في العالم العربي. ليت السياسيين يتفقون على أي برنامج تنموي أو سياسي أو أي فكرة ـ مهما كانت ـ ويتعاونون في تنفيذها، ويتركون الشعب يعيش بسلام! أعلم أن تلك أمنية ساذجة، لا يمكن أن تتحقق في عالم تحكمه السياسة. ولكن لو حدث ذلك لكان الواقع العربي أفضل من هذه الفوضى التي تضرب الوطن العربي، فالشعوب العربية التي تراجعت أحلامها تريد الآن شيئاً واحداً هو العيش في أمان لا أكثر، فهل يرفع السياسيون أيديهم عن الشعب!؟

alhumaidak@gmail.com - - - alawajh@ تويتر
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
الشعب يريد الأمان
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة