Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 03/07/2013 Issue 14888 14888 الاربعاء 24 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

راودتني نفسي مؤخراً بالهجرة بعيداً لأجل البحث عمَّا هو جديد ولأجل البحث عن نفسي. القرار ليس سهلاً وعليه لا بد أن يبدأ خطوة، خطوة. قلت لنفسي إذاً فلتكن الخطوة الأولى تدريباً قصيراً (بروفة)، رحلة قصيرة، رحيل من موقعي عن تلك التفاصيل اليومية المملة وتركها خلفي بلا تردد، همست بذلك إلى بعض المقرّبين حولي، فإذا بي أتلقى كماً كبيراً من الآراء، قالت لي بعضهن ليكن سفرك قبل رمضان ثم عودي مع إطلالة هلاله فليس أجمل من هذا الموسم تتجدّد به الحياة ما بين برنامج الإفطار والسحور وبرامج التلفزيون، إضافة إلى صلاة التراويح، ليس أجمل من رمضان مع الأهل يصبح له نكهة أخرى ننتظرها كل عام على أحرّ من الجمر، أما أنا فلا أرحب بانتظار مشابه للجمر، يكفيني حر الصيف المرهق للأعصاب والأفكار والحمد لله على كل حال.

صوت آخر قال لي: ولماذا تلك التكاليف؟ لماذا التعب؟ ليكن سفرك بعد انتهاء رمضان وبعد أن تكوني قد امتلأت ضيقاً بأجواء الحر والأجواء الرمضانية، ثم استدركت قائلة أو على الأقل في منتصف رمضان! نظرت إليها وقلت فكرة مناسبة آخذها في الاعتبار، أقلبها وأفكر فيها!

صديقة أخرى ذات تجربة مختلفة تفيض حكمة قالت: أرى ألا تسافري إطلاقاً هذا الصيف، فالزحام في كل مناطق العالم التي يؤمّها الناس وأسعار الفنادق والشقق مرتفعة جداً، اهدئي واستقري في بلادك وأجّلي فكرة السفر لاحقاً بعد أن تهدأ أحوال الناس وتصبح الأجواء أكثر هدوءاً.

ثم تذكّرت أن إحدى الصديقات حين تحدثت معها عن أحد المصايف الداخلية، حذَّرتني من الذهاب هناك قائلة بأن إحدى العوائل قرَّرت في العام الماضي قضاء الصيف في هذا الموقع، ذهبت العائلة الكبيرة جميعاً، حيث قاموا باستئجار شقة لرغبتهم في البقاء هناك حوالي شهرين، وما إن مضى أسبوعان حتى أصابهم ضيق وعدم ارتياح فحملوا حقائبهم وأقفلوا راجعين إلى الرياض وقد عزموا على عدم تكرار هذه التجربة. تذكَّرت أيضاً أن صديقة أخرى حدثتها عن (صلالة) في عمان فحذَّرتني من الذهاب قائلة هناك بعوض (على حد قولها)!

تأمّلت في مجمل هذه الآراء فوجدتني غارقة ما بينها تماماً كل منها تشدّني إلى جهة مختلفة، قلت ليس إلا رأيك وليس إلا مشاعرك أنت أولاً وأخيراً صاحبة التجربة وأنت وحدك صاحبة المتعة أو المعاناة، وقد تذكَّرت مثلاً قرأته يوماً يقول: (من يأخذ آراء الجميع في بناء بيته يبقى بيته بلا سقف).

وأنا أريد بيتاً جميلاً.. آمناً، دافئاً.. مضاءً، مسقوفاً.. بيتاً من الأحلام حتى إشعار آخر

فجرٌ آخر
الضفة الأخرى من الصيف!
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة