Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 03/07/2013 Issue 14888 14888 الاربعاء 24 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

هل هناك عودة للحرب الباردة بين روسيا وأمريكا تؤسس من جديد، ولماذا تم اختيار المنطقة العربية لهذا النزال، الاعتقاد أن ما يوحي به موقف الدولتين العظميين مما يجري في سوريا لا يؤيد ذلك، فماذا إذن؟..

إذا كان نظام بشار الأسد لم يعد قابلاً للحياة مرة أخرى إلا على جثة الشعب العربي السوري فمن هو الشعب البديل الذي تُجرّف الأرض السورية اليوم لزراعته؟.. هل تكون ميليشيات حسن نصر الله الفارسية هي هذا البديل؟.. إن كان كذلك فما هي مصلحة روسيا وأمريكا في هذا؟.. ثم لماذا نتفاءل إلى هذا الحد ولا نتوقع عودة الحياة لنظام بشار؟.. ربما لأن التكلفة تجاوزت قدرة الاحتمال، أو ربما لأن أوراق اللعب السياسي لأقطاب المنطقة صارت مكشوفة بعد دخول حزب نصر الله مدعوماً من إيران مع النظام السوري في تصفية شعبه، هذا في الواقع هو الظاهر المرتبك المرئي لمشهد الحدث، بيد أن القوة الحقيقية والقادرة على تغيير وتوجيه مسار هذا الحدث تبدوا مواقفها غامضة ومبهمة وتثير حيرة حتى الحلفاء وفي الجانبين، الجانب المدعوم من روسيا ينشط في هذا الارتجاج لتغيير واقع الحدث لصالحه بشكل فاجأ أطراف كثيرة، حتى اضطر رئيس لبنان إلى مناشدة كاهن قم الإيراني لسحب مليشيات نصر الله اللبناني من سوريا العربية في صورة تمثل قاع انحطاط العجز العربي في مواجهة الأخطار.

العجز والانحطاط في الموقف العربي تجاه ما يتعرض له الوطن العربي من أخطار ليس جديداً، لكن الجديد هذه المرة أنه جاء بعد عاصفة من التفاؤل ساقها الربيع العربي وأعاد للخيال العربي تلك الطموحات التي أطاحت بها وأسقطتها عاصمة الرشيد عندما انهارت أمام جحافل بوش الصغير في صورة مخزية ومؤلمة، شاهدنا فيها العربي الأبي يسجد ليقبل حذاء الجندي الأمريكي، شاهدنا إعدام عدو إيران وتنصيب عميل إيران بأمر الحاكم المدني الأمريكي، لكننا لم نشاهد أي ملمح روسي يتجرأ ولو بتصريح سياسي لا يقدم ولا يؤخر حتى بقدر ما يظهر حضور يذكرنا بوجوده، ربما كان الموقف الروسي قد أخذ في الاعتبار وجود تأييد من بعض العرب فتركهم لمصيرهم، وربما أدرك الروس إن أفضل وسيلة لإجهاض قوة الخصم هي إنهاكه أولا وهذا ما تم فعلاً، وربما أدرك الروس أن الرهان ليس على حلفاء خصمهم ولكنه في دعم وإسناد من يسعون لتخليص المنطقة من الهيمنة الغربية والحلول محلهم، والحقيقة الموجعة والتي لابد من قولها هي أن العرب اليوم في أسوأ حالاتهم وارتباكهم، جانب يعيش مرحلة التحول وجانب ينتظر ويترقب، ولهذا يستمر وسيستمر جريان الدم السوري حتى بعد مؤتمر جنيف (2) الذي ربما أعد ليكون نقطة انطلاق المرحلة الأكثر دموية في المنطقة مع توسيع جغرافيته لتضم مساحات أكبر لضرب إيران بالعرب بدل إسرائيل.

هل هذا اتفاق بين روسيا وأمريكا وبالتالي لا وجود لما يعرف بالحرب الباردة بين الطرفين أم أنه المخرج الصائب الذي يوقف القمقم العربي الذي ظن الكثيرين أنه قادم ليغير المعادلة السياسية الدولية في العالم، الأمر رغم أنه مبني على تخمين إلا أنه يحتمل هذا وذاك، فالأحداث براهنها اليوم أظهرت لدى بعض العرب كفراً وإلحاداً بالربيع العربي حين صار وبالاً على شعوب تلك الدول التي عادت لتنتكس وتتعثر في جهلها وفوضويتها وعدم قدرتها على استيعاب خطورة مرحلة التغيير، كما أن إسرائيل لا تحتمل وجود قوة منافسة ذات أطماع مشابهة لها في المنطقة لو لا أن تكلفة إزالة هذا الخطر تبدوا لها مكلفة وباهظة والعرب خير بديل ولا بأس من إدخال تركيا لتكوين جسر الدعم المباح، ومن يدري سر ظهور ميدان (تقسيم) في إسطنبول فجأة وتحول رموز ميدان التحرير في القاهرة إلى بيادق وثعابين بيد النظام البائد يحركهم كيفما شاء، ثم تتكالب قوى خارجية لتطعن مصر في خاصرتها وشريان حياتها في دولة المصب لتحولها إلى المجهول، فأي واقع أفضل من هذا لأحياء الأطماع الفارسية في إعادة مجد فارس وإعادة العرب إلى صورتهم ما قبل الإسلام بين مناذرة وغساسنة.

الأمر الذي لا يخفى على روسيا وأمريكا هو أن هذه الهلوسة الفارسية أخطر على الغرب من قنبلة إيران الكرتونية، عودة المناذرة والغساسنة ستعيد محمد بن القاسم وطارق بن زياد وهذا ما لا تستطيع أمريكا وروسيا احتماله، إذا فإن صراع مذهبي تحت السيطرة ومنهك للطرفين هو فعلاً خيار رائع يسمح للأقوياء بإعادة رسم المنطقة بهدوء وتروي، كلا الطرفين الأمريكي والروسي استحسنا استخدام القوة الناعمة لتحقيق الأهداف وترك إراقة الدم للآخرين، العرب يدركون ذلك، لكن حمقى قم ما زالوا يؤمنون بأضغاث الأحلام للأسف، فما أصدق المثل العربي الذي يقول: عدو عاقل خير من صديق جاهل.

Hassan-Alyemni@hotmail.com
Twitter: @HassanAlyemni

إيران.. أمريكا.. روسيا.. إسرائيل.. أين العرب؟
حسن اليمني

حسن اليمني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة