Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 05/07/2013 Issue 14890 14890 الجمعة 26 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

فنون تشكيلية

لم تعد الحرية كلمة تردد بين الفينة والأخرى في المحافل النخبوية اوكلمة للاستهلاك الإعلامي؛ فقد باتت الآن في ذهن كل إنسان لتخرج من قفصه الصدري بزفير هواء نقي بحناجر تردد حرية حرية بفهومها الحقوقي لا النظري كما الأيام الغبرة.

هي مرحلة يمر بها الإنسان العربي بغربلة ثقافية وفكرية اقتصادية وسياسية كل تلك المكونات تعجنها كلمة الحرية..

..هذه الكلمة التي يخافها المستبد ويكرهها الجاهل ويمقتها الرجعي ويحرمها المتخلف كل تلك الفئات جيشوا جيوشهم أمامها بكل إمكانيتهم وقدراتهم المادية والقمعية واللغوية فسقطت أقنعتهم وبان بريق أنيابهم ومن وراء ذلكم تلاشت شعارات الحزبيين والاصلاحيين والمتاسلمين والليبراليين الملتبسة بقصور الفهم وتدني الرؤى التي يكتنفها ذهنية المؤامرة والتشكيك والتخوين رغم اختلافهم وتناحرهم التاريخي إلا أنهم اتفقوا وأعلنوا الحرب عليها فمنهم من اتخذ البعد الديني بتكفيرها ومنهم من يراها تكريس لنظرية المؤامرة الغربية ليسفك دماءها ومنهم من قال عنها رجس من عمل المخدرات فاجتنبوها.

بيد أن سيطرة أو احتلال - إن جاز التعبير - تلك الكيانات كانت حزبية أو وراثية غيبت التعددية وهمشت الحرية فكبلت كل ما هو حر وجميل، إلى حد أنها أدلجت شعوبها لأدب وفنون المديح حتى تتوافق مع توجهاتها القمعية، فأصبحت الأدب والفنون بمبادئه وقيمه شيئاً من السخف والهزل بمباركة من تلك الكيانات في ظل هيمنة أشباه المثقفين والفنانين والانتهازيين على المؤسسات الثقافية أو غيرها.

خرجت الحرية لتقرع أصواتها الموتى من الأحياء فاصبحو أحياء بروح الحرية كاسرين سنين من ذلك التقوقع والانطوائية ليرسموا جموع من أمواج البشر يهتفون تحيا الحرية ويسقط الاستبداد والامبريالية، حيث صوروا معاناة الإنسان العربي تحت ظل كيانات تدين بكل ولاء للصهيونية.

وما نحياه الآن شيء من الحرية في تلك البلدان التي كان يتوق لها المثقف والأديب والفنان والشاعر، فظهر المسرحيون بمسرحيات تحاكي حال الأمة من النكسات والهزائم التي مرّت على الأرض العربية، وشمخ التشكيلي برسوماته ليجسد غضب المناضل بالميادين والساحات وانقلب الروائي على واقعه ليكتب لنا قصة بركانه الذي انفجر داخل دور النشر ويقلم مخالب مقص الرقيب، ليأتي الشاعر والمغني فيمتزجا كغيمتين تهطلان أشطار أبيات تكتنفها أنغام الحرية فترددها حناجر البشر التواقين للحياة بكرامة، فتسير بين شوارع مدن هيمن عليها الظلام منذ عقود رغم ضوء الشمس!

jalal1973@hotmail.com
twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي

البعد السابع
امتزاج الغيمتين
جلال الطالب

جلال الطالب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة