Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 05/07/2013 Issue 14890 14890 الجمعة 26 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

مع معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين

مع معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين

رجوع

صدر هذا المعجم عن مؤسسة جائزة البابطين للابداع الشعري، وقد اشتمل على نبذة تعريفية لعدد كبير من الشعراء المعاصرين، وقد صدر هذا المعجم في ستة مجلدات بـ(4400) أربعة آلاف وأربعمائة صفحة ضم تراجم ومختارات لـ(1645) ألف وستمائة وخمسة وأربعين شاعراً عربياً من الأحياء، ولعل أهم ما يميزه أن الشعراء كتبوا بأنفسهم تراجمهم، كما قاموا باختيار أشعارهم التي تمثلهم فيه، وتولى فريق من المختصين فحص المادة وتحريرها ومراجعتها حتى ظهر المعجم إلى الوجود. والواقع أن المعجم يمثل ويجسد مرحلة هامة في ثقافتنا لأنه يسجل ويرصد الواقع الشعري، ويشمل أكثر الأسماء الأدبية والثقافية في أرجاء الوطن العربي ويمثل مرجعاً أدبياً وتاريخياً وتوثيقياً سيكون له دوره وشأنه مع المهتمين بالشعر والأدب والباحثين والدارسين والمتابعين لحركة الفكر والشعر وتاريخ الأدب العربي. وهذه المادة التي جمعت في المعجم ستكون ذات فائدة لرواد الفكر والبحث، فهو عمل رائد في ثقافتنا المعاصرة ولعل من مزايا المعجم أنه أعطى الشعراء خصوصية متميزة تجلت في اختيار الشاعر لقصائده وكتابة بعضها بخط يده وتناوله للشعر العربي المعاصر.

إن هذا العمل بادرة جيدة وتوثيق لكل ما كتب عن هؤلاء الشعراء، وهو بذلك يسد ثغرة مهمة وحقق عملاً موضوعياً وايجابياً لمعطيات فكرية من خلال تناوله لهؤلاء الشعراء والتعريف بهم وجمعهم في معجم يضم شعراء المشرق والمغرب، فهذا الرصد المعجمي الطموح عمل رائد في المعطى الثقافي العربي.

وإن الاهتمام بمثل هذه الأعمال الفكرية لهو عمل جليل وتشجيع القادرين من ذوي الأريحية واليسار كالشاعر عبد العزيز بن سعود البابطين ودليل وعي وموضع فخر ومحل اعتزاز وتعبير عن التقدير للأدب والفكر والشعر والثقافة العربية المعاصرة.

ولقد قال لي أحد أدباء المغرب العربي معلقاً على المعجم انه حلم، كنا نحلم به دائماً وقد صار حقيقة فهذا العمل حفظ للشعر والشعراء العرب سجلاً حافلاً لتراثنا الفكري المعاصر ومرجعاً شاملاً للباحثين والدارسين والمتابعين لتاريخ الأدب العربي وتنوعاته الفكرية والشعرية.

ان العمل الفكري والأدبي هو الذي سيظل خالداً، وهذا المعجم وسيلة للتواصل بين الشعراء العرب فالفكر والأدب والشعر من أبرز مظاهر حياة الأمة وعنوان على رقيها ودليل تطورها، وبه يقاس مدى تقدمها ونضوجها وان الصلة بين الحياة والشعر صلة أخذ وعطاء.

وان الاحتفاء بالشعر وتكريم أربابه لهو اقتداء بفعل الاسلاف منذ القدم عبر تاريخهم الطويل على تشجيع الشعر والأدب والاهتمام بذلك.

حقاً إن قيمة المال تكمن في نشر الآداب والفضائل وتنمية الوعي الفكري وكما قيل:

إذا جادت الدنيا عليك فجد بها

على الناس طرا قبل أن تتفلت

فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت

ولا البخل يبقيها إذا هي ولت

وفي اللحظة التي أحيي فيها هذا العمل أتمنى من المؤسسة العمل على إصدار معجم لأدباء الخليج العربي فهذه المنطقة ليست نفطاً فقط بل هي مهد الحضارات وذات تاريخ مجيد وتراث مشرق ومجد فكري وعلمي وقيم إسلامية مجيدة فهي منطلق الحضارات ومنبع العطاء والفكر وينبوع الخيرات وبذلك نرد على ما نقرؤه في المطبوعات الاجنبية من تسميات لدول الخليج باسم الدول النفطية، وكأنه ليس لها اسم غير ذلك، بينما الحقيقة الكاملة تغاير ذلك فلها تاريخها وفكرها وتراثها ولعل إصدار معجم للتعريف بأدباء المنطقة ومبدعيها عمل غير مسبوق وسيضع الثقافة لهذه المنطقة في اطارها الصحيح وبشمولية تدعو إلى التقدير وإصدار معجم بأدباء منطقة الخليج سيكون أقل جهداً وكلفة من المعجم الكبير الذي صدر مؤخراً وأثرى المكتبة العربية التي كانت بحاجة إليه ورصد الواقع الشعري.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة