Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 08/07/2013 Issue 14893 14893 الأثنين 29 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لو خرجت هذا اليوم ظهرا فلفحتك الشمس بلهيب شعاعها وبدأ العرق يتصبب من رأسك سائحا على وجهك, لاتجهت الى أقرب بقالة أو متجر للتجزئة لتشتري قنينة كبيرة من الماء البارد الزلال لتطفىء لهيب عطشك وتروي جسدك . انما بمجرد دخول الشهر الفضيل ومهما بلغ بك العطش فلن تفكر بذلك, فسبحان الله ما أعجب هذا الدين وما أعجب المسلم , وأقول ذلك على اعتبار ايمانه ووعيه بمقاصد فرائض الاسلام والحكمة منها.

هذا اليوم نأكل ونشرب ونمارس حياتنا بشكل اعتيادي , يسرف بعضنا في أكله وشربه وأخلاقياته, وغدا ( الثلاثاء ) تتغير حياة مئات الملايين من المسلمين , فتسكن النفوس ويهدأ لهاثها وتصفو الطباع, أوليست الطباع نتاج مانأكل ونشرب , ( المعدة بيت الداء ) كما قال الصادق العربي عليه الصلاة والسلام . وحين أقول الثلاثاء توقعا لايقينا والله تعالى أعلم , لما سمعته ويردده الكثيرون من حسابات فلكيين ومشايخ بأن غدا هو أول أيام رمضان اذا شاء الرحمن . و قبل فترة نشرت الصحف توقعات لمصلحة الأرصاد بأن تبلغ درجة الحرارة منتصف هذا الصيف 50 درجة مئوية في الظل , ودائما ما تسمع من يقول لك كيف ستكون الأحوال في رمضان الكريم , لكن من هدى للصيام يهدي لحسنه , ويمنح الصائم صبرا قد لايجده في غير رمضان كما أسلفت , مع العلم أن هذا أقوى تدريب للنفس والروح لمواجهة الشدائد من جوع وعطش ومحن ومصاعب .

ومما تعجب له حجم الاعلانات عن كم هائل من المسلسلات التي ستعرض في نهارات وليالي هذا الفضيل , وكأن رمضان موسم لهو أو كأن هذه المسلسلات رد لحكمة الصيام ورفض لدروسه , من تهذيب للشهوات وترويض للطباع ودعوة للعودة الى الفطرة , وقراءة لكلام الله تعالى وتدبر فيه , وبر للفقراء وبذل لهم , فيا لهذا الاسفاف والتقليد الفج لرزايا غيرنا, وياليت الجهال ومن أغوتهم شهوة جمع الملايين يدركون جمال هذا الشهر وجلاله ليجملوا ما يطرحونه من مواد اعلامية، كي تقدم القيم لا أن تخاطب الغرائز في أكرم الشهور.

ما أحوجنا الى التبسط بعد أن أفسد التكلف كثيرا من طرق عيشنا بل دخل على أداء البعض حتى لشعائر الدين والصادق الأمين يقول ( هلك المتنطعون ) عليه الصلاة والسلام. وكما أن ( الحلم بالتحلم ) فان البساطة بالتبسط وما أجدر هذه المدرسة التي تحل علينا كل عام بتعليمنا الحلم والبساطة.

واذ نوشك على دخول موسم الأجر, يعيش اخوة لنا أهوالا وآخرون شدائد عظيمة , فها هي سوريا تنزف أودية دم , وها هو لبنان يهيم على وجهه وقد علاه الدم والتراب , بينما مصر الجريحة تتلمس درب النجاة , وغيرها من بلاد المسلمين , فحق علينا الدعاء لهم أولا باخلاص نية, وغوثهم بما تجود به النفس من مال وكساء, عبر ما حددته حكومة المملكة رعاها الله من قنوات سليمة وموثوقة للتبرع لهم, ارضاء لله ونجدة لاخواننا ودفعا لبلاء قد يصيبنا ان تهاونا أو قصرنا.. تقبل الله صومكم وصالح أعمالكم وكل عام وأنتم بخير.

omar800@hotmail.com
تويتر @romanticmind1

وقفة
مدرسة النفس
عمر إبراهيم الرشيد

عمر إبراهيم الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة