Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 08/07/2013 Issue 14893 14893 الأثنين 29 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

يتحول المدّ الجماهيري إلى سلطة جديدة تحتشد لدعم الفكر السلطوي التقليدي وتطلعاته - وفق ما يرى ابن خلدون - في أيام الحروب؛ إذ تستنفر السلطة كل طاقاتها المادية والدعائية من أجل الحصول على رضا الجمهور.

ويتقارب جاك دريدا من هذا المعنى؛ إذ يرى أن السلطة تنتقل من المركز إلى الهامش. المعرفة هي الأخرى تتحول إلى سلطة يتنازعها الأقطاب، ومن ذلك ما حدث في أوروبا من محاولة الكنيسة احتكار المعرفة حتى تتحكم في مصائر الجماهير ووعيهم.

كما تلا ذلك احتكار القوى الرأسمالية للسلطة التي استهلكت الإنسان من خلال السيطرة على العقل، وتهميش الوجدان أو اللا عقل؛ ما أفسد الحياة، وجعل الإنسان يتحايل على العقل بحثاً عن اللا عقل، ومن هذا ما يراه هربرت ماركوز في أن العقل يتحول إلى سلطة قمعية، وأن العقل يتحول إلى لا عقل حين يغيب الجانب النقدي فيه.

وتصبح بنية وجدان الإنسان مهددة حين تكون الأولوية للقيمة والإنتاجية؛ إذ يصبح العقل وسيلة لتبرير الهيمنة والاستغلال باستغلال النهم الاستهلاكي للمد الجماهيري.

السلطة تتصف باللا ذاتية، ولا يحتكرها أي من الأقطاب بمفرده، إنها حركة دائرية تسير وفق إملاءات الجماهير التي ينجح كل قطب في مرحلة ما في الاستحواذ على تأييدها.

أشاهد اليوم برامج الحوار في الإعلام المصري، كنت أتابعها سابقاً، وجدت أنها هي هي، استبدلت نظام مبارك بنظام الإخوان, خطاب التبجيل وإظهار الطاعة والخضوع عاد مجدداً؛ لأن المد الجماهيري المصري لم يكن بحاجة إلى دولة دينية، ولم يكن بحاجة إلى اللا عقل مثل بعض الدول الغربية التي ينمو لديها المد الديني نتيجة الإسراف في تغييب اللا عقل أو الروحانيات. المجتمع المصري لم ينفصل عن الروحانيات قط، ولكن الفراغ الذي كان يعانيه المد الجماهيري هو الحاجة إلى أن يجد شيئاً يستهلكه ويسد عوزه، ويشعره بآدميته، وحين وجد الوعود السياسية التي بإمكانها أن تفي صوّت لها، وجعل منها سلطة جديدة يقدسها سياسياً لا دينياً، وحين لا تفي سيثور عليها مجدداً، ويبحث عن سلطة جديدة يتوجها على نفسه ويخضع لها مجدداً ليختبرها ويقيمها.

هل هي السلطة السائلة للحقيقة التي عناها ميشيل فوكو، وهي متبعثرة، وتخضع لتوجهات اقتصادية وسياسية، ويتم إنجازها تحت مراقبة أجهزة خاصة (الجيش - الجامعة - الكتابة - وسائل الإعلام - النظام التربوي...) التي تؤمن أيضاً انتشارها واستهلاكها؟

سيتمحور دور المثقف حسب فوكو في كيفية كشفه الحقيقة باعتبارها مجالاً للصلح وللتصادمات والصراع والمعارك، فهل يقوم المثقف بدوره على الوجه المطلوب؟

سترون النفعيون الحقيقيون كيف يتلونون ويمارسون التقية، سيبدؤون من الآن التدرب على نزول الجبل، وسيهاجمون المشروع الإخواني بعد أن كانوا معه!

بينما على الضفة الثانية سيقف الشباب ليدفعوا بأرواحهم قرباناً لرضا المرشد.

الجماهير اليوم هي التي تحرك الحياة السياسية، ولا ندري أين يذهب بنا هذا المد؟؟؟؟؟

f.f.alotaibi@hotmail.com
Twitter @OFatemah

نهارات أخرى
إلى أين تذهب بنا الجماهير؟
فاطمة العتيبي

فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة