حلَّ الشهر الفضيل (ضيفاً عزيزاً)، ثلاثون يوماً ستغيّر حياتنا بطريقة كبيرة، لاحظ كيف ينصرف الناس فيها ليبحثوا عن القبول في شهر الطاعات والعبادات..!
ملامح خارطة الدراما الرمضانية هذا العام، تدل على أن هامش الحرية أو الجرأة على (حرمة الشهر الفضيل) تتسع أكثر وأكثر، على مجمل الشاشات العربية؟! مشاهد الرقص، واللقطات (الأكثر سخونة) طوال العام يتم تمريرها من خلال هذه الأعمال الرمضانية، بل إن الحبكات الدرامية والعاطفية تكاد تكون أكثر في مسلسلات رمضان!
مسألة (ارتباط الفن) بشهر العبادات، قضية شائكة ومعقدة وخطيرة، لا أحد يعلم هل المشاهد هو من اختار التسمّر أمام الشاشات طوال ليالي الشهر الفضيل؟! أم أن المنتجين وصنَّاع الإعلام ونجوم الفن هم المسؤولون عن جعل شهر رمضان المبارك شهراً لترويج الأعمال الفنية، حتى زحفت المنافسة أكثر وأكثر لتبلغ نهار رمضان، لأن الليل لم يعد يكفي لعرض كل دراما الشهر للمشاهد الصائم.. تقبل الله!
التخمة التي يعاني منها العرب، متهمة بتعطيل طرق التفكير لديهم طوال العام، بدليل أنه وبسبب بعض الجوع في نهار رمضان، ينشط الذهن العربي، وتعمل الذاكرة، ويبدأ المشاهد في تذكّر أسماء الفنانات والمطربات، وأشهر أسماء لا عبي كرة القدم، من خلال مسابقات رمضان التي نجحت في جعل نظر المشاهد العربي (حاداً وثاقباً) ليتعرَّف على الفروقات بين صور الفنانات على الشاشة أمامه، بدلاً من تذكّر أسماء الغزوات والفتوحات وأعلام العرب والمسلمين.. تقبل الله!
رمضان شهر التسوّق، والتخفيضات، والأكثر استهلاكاً رغم الامتناع عن الطعام والشراب لنحو 15 ساعة، معظم المنتجات تقدِّم عروضاً استهلاكية وترويجية (للشهر الفضيل)؟!
(زبون رمضان) أكثر بركة بشهادة وكالات السيارات، التي جعلت الناس تنتظر عروض رمضان وتخفيضاته، وموديلاته بشغف أكبر، في إحدى السنوات الماضية وصل بنا الحال لطلاء خاص (مُذهب) للسيارات التي يتم بيعها في رمضان.. تقبل الله!
قائمة الرمضانيات تطول كثيراً، لأن مفهوم رمضان تغيَّر بشكل ملحوظ لدى الكثير من أبناء الأمة، حيث النشاط والحراك الفني والثقافي والتجاري والاجتماعي والسياسي.. الذي لا نملك معه غير قول: تقبل الله!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com
