Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 11/07/2013 Issue 14896 14896 الخميس 02 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الأحداث في مصر فيما يبدو أنها متجهة إلى التصعيد السياسي مع تصعيد في مستويات العنف الذي نشاهده بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين وبين معارضيه من تيارات ليبرالية وحتى إسلامية..

والجيش يقف في حيرة أمام عنف الجماعات الإخوانية التي ترى فيما يبدو أن لحظة الانتصار وامتلاك السلطة أوشكت ان تتبدد منها.. وهي لحظات انتظرتها عقوداً من الزمن حتي وصلت لها ممثلة في وصول ممثلها الدكتور محمد مرسي.

المرحلة التى تمر بها مصر الآن هي مرحلة خطيرة جداً وربما تجرف بها إلى هاوية الحرب الأهلية لا قدَّر الله، لأن الأحداث متتالية ويسحب بعضها بعضا، وأصبحت الأحداث ردات فعل لمواقف أو أحداث، دون تفكير بعيد لتداعيات تلك الأحداث والمواقف التي يمكن أن تجر المجتمع المصري إلى حالات غير مسبوقة من العنف والحروب التي ستسقط مصر من دورها التاريخي والحضاري الذي لعبته في تاريخ الأمة العربية والإسلامية وفي العالم إجمالاً..

العالم ينتظر ما سيحدث في القاهرة والاسكندرية وسيناء وبورسعيد وغيرها من المدن والمحافظات المصرية يوما بيوم وساعة بساعة، ولا شك أن لا أحد يأمل ان تدخل مصر إلى نفق حرب أهلية مثلما حدث في الجزائر أو لبنان أو السودان وغيرها من تدخلات الجيش وتعنت الأحزاب وتفاقم الوضع الداخلي والشروع في حروب أهلية تأتي على الأخضر واليابس، وتعيق الدور السياسي لمصر في قلب الشرق الأوسط، وهي التي قد احتلت مكانة محورية مع دول عربية أخرى في رسم سياسات الشرق الأوسط..

ولا شك أن الأنظار ستتجه إلى جماعات الإخوان المسلمين لترى كيف يمكن أن تدير الحدث الداخلي، فهي أمام مفترق طرق بغض النظر عن المسببات، إما أن تغلب المصلحة الحزبية أو تغلب المصلحة الوطنية، وليس هناك خيار ثالث، فمن غير المؤكد أن يتراجع اكثر من ثلاثين مليون مصري في تظاهرة سلمية أرادت ان تغير شخصية الرئيس وتوجهات الرئاسة، وأرادت تصحيح المسار السياسي.. ولهذا فعلى الرغم من شرعية التغيير التي فرضها الجيش بحكم الخوف من التحول نحو العنف إلا أن الخيار الأقرب والأفضل للخروج من الحالة الحالية هو العودة مرة أخرى إلى العملية الديموقراطية السلمية وعودة الجميع إلى صناديق الاقتراع والاحتكام إلى شرعية جديدة.. ولكن هذه المرة يجب أن يتوافق الجميع على استيعاب النتائج مهما كانت.

ربما أن جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في حزب الحرية والعدالة تخشى أن الجميع سيشارك في الانتخابات القادمة وليست مثل الانتخابات الماضية التي توانى كسلا وعجزا وعدم مبالاة الكثير من شرائح المجتمع المصري ولم تخض الانتخابات مما سهل فوز الأحزاب الإسلامية دون غيرها بسب حماس التنظيم المعتاد بين تلك الأحزاب الإسلامية وتفعيل المشاركات المنظمة لها بهدف فرض حضور هذه الأحزاب.. فربما ما تخشاه الأحزاب الإسلامية هو تراجع دورها في صناديق الاقتراع لأن الجميع سيشارك هذه المرة، وإذا أخذنا تظاهرات30 يونيو كمؤشر فمن المتوقع ان تكتسح الأحزاب الوطنية والشبابية الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، وبالتالي تفقد الأحزاب الإسلامية مكانتها ودورها في أروقة الحكم ومجالس التشريع.

ونعود أخيرا إلى التأكيد أن مصر الدولة والمجتمع والكيان السياسي يجب ان تتجاوز المرحلة الحالية الصعبة التي تعيشها حاليا وهي أمام مفترق طرق، ويجب ان تتسيد الحكمة والعقل زمام الأمور للخروج من هذه الأزمة السياسية غير المسبوقة. وهذا الوقت هو موعد مصر مع حكمائها وليس جهلائها، ومع من يغلب مصالح مصر على مصالحه الحزبية وعلى مصالحه الشخصية الضيقة، اليوم موعد مصر مع من يضع مصر فوق رأسه وليس من يدفع بها إلى فوهة البركان ومسارات الحروب الأهلية.. اليوم يجب أن يعمل الإخوان المسلمون على ان يتراجعوا عن مصالحهم الحزبية والعالم ينتظر منهم وقفة جادة يؤثرون فيها مصر عن باقي المصالح الأخرى.

alkarni@ksu.edu.sa
رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال - رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك خالد

البحث عن مصر التي نحبها..
د.علي بن شويل القرني

د.علي بن شويل القرني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة