Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 11/07/2013 Issue 14896 14896 الخميس 02 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

أدعية وعبارات لا تصح!
عبدالله عبدالعزيز الفالح

رجوع

نسمع بين وقت وآخر ونقرأ بعض الأدعية والعبارات التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تداولها بعض الناس دون علم بصحتها أو عدم جوازها، منها دعاء: (اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه)، وقد أفتى علماؤنا الأفاضل -رحمهم الله- بعدم جواز هذا الدعاء لأن المؤمن يدعو ربه سبحانه وتعالى بأن يرد عنه شر ما قضى عز وجل، فالدعاء يرد القضاء كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم. وكأن الإنسان إذا دعا بهذا الدعاء يقول لله تعالى: يا الله ألطف في هذا القضاء وأنا مستعد لمواجهته، فبذلك لا يسأل الله أن يرد عنه قضاءه. وقد جاء في دعاء القنوت (اللهم اهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت وقنا شر ما قضيت..) إلى آخر الدعاء المعروف. ومن العبارات المتداولة أيضاً (دفن في مثواه الأخير). وقد ذكر شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- حول عبارة (مثواه الأخير)، فقال في كتاب (المجموع الثمين في فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: قول القائل (دفن في مثواه الأخير) حرام ولا يجواز، لأنك إذا قلت في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شيء له، وهذا يتضمن إنكار البعث. ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شيء إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، فالقبر آخر شيء عندهم، أما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر، لهذا يجب تجنب هذه العبارة فلا يقال عن القبر أنه المثوى الأخير، لأن المثوى الأخير إما الجنة وإما النار في يوم القيامة، انتهى كلام الشيخ رحمه الله. وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله: (بعض الناس يقول: انتقل إلى مقره الأخير، ليس هذا مقره الأخير إنما هو مقر عارض ينتقل منه إلى يوم القيامة، هذا القبر ليس مقراً أخيراً، إنما هو زيارة ثم ينتقل من هذه الزيارة إلى المحشر يوم القيامة بين يدي الله ثم يُنقل إما إلى الجنة وإما إلى النار، فالمقر الأخير الجنة أو النار..)، وهناك عبارات أخرى يطلقها بعض الناس وهي لا تجوز، فيجب على المسلم التنبه لها والرجوع إلى الكتب والمراجع التي تتحدث عن ذلك والتأكد من صحة اللفظ حتى يتعبد المؤمن ربه عز وجل عن علم وبصيرة.. كما أن بعض هدانا الله وإياهم إلى الصواب قد يتجرأ ويأخذ رأي الآخرين في أمور شرعية مقررة في ديننا الحنيف، مثل ذلك عندما تؤخذ الآراء حول أمور - كأن يُقال مثلاً ما رأيك في الربا؟ أو ما رأيك في الزكاة؟ وما رأيك في إخراج زكاة الفطر نقوداً؟مع أنها مقررة شرعاً طعاماً من قوت البلد، كما فرضها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهكذا في سائر المسلمات أو العبادات التي شرعها الله تعالى لنا، فليس لنا الحق في أن نبدي الرأي فيها ونخالف ما أقره الله تعالى وأجازه أو حرمه ومنعه هو سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا يُعتبر ما يتعلق بالأمور الشرعية المقررة في الدين أصلاً، فإن هذه المعتقدات الشرعية في ديننا مأخوذة من كتابنا الكريم ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا مجال البتة لأحد من الناس ولا يحق له أن يقول رأيه أو يأخذ رأي الآخرين فيها. لأنها من لدن الله سبحانه وتعالى وهي وحي منزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. لذا يجب التنبه لهذا الأمر وعدم الخوض فيه حتى لا يستهين الإنسان بأي أمر من أمور الشرع المطهر دون علم أو دراية، فيحصل من وراء ذلك ما يحصل من تجاوزات مؤسفة بحق هذه المسلمات الشرعية، وحتى أن بعض الناس قد يخوض في هذه المسلمات لكنه لا يجرؤ على التحدث عن الموضوعات الدنيوية الأخرى التي ليست من اختصاصه. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. هذا، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة