شهدت فترة الانتقالات الصيفية بين الجامعات السعودية عدداً من الصفقات الناجحة في نظر النقاد والمتابعين لحركة البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي السعودي.. ففي وسط الأسبوع الماضي انتقل البروفيسور “سعد الفهد” إلى صفوف أعضاء هيئة التدريس في جامعة المؤسس بصفقة تقدر بـ 35 مليون ريال.. وظفرت جامعة الملك في العاصمة الرياض بالباحث البروفيسور محمد العبد الله المتخصص في تقنية النانو بصفقة تعد هي الأعلى والأميز هذا الصيف، إذ بموجبها تدفع الجامعة لمعهد البحوث والدراسات في جامعة البترول20 مليون ريال، وللبروفيسور 30 مليون ريال إضافة إلى راتب شهري 150 ألف ريال سعودي، وسكن، وسيارة وسائق، والالتزام بتقديم خدمة التعليم العالمي لأولاده البنين والبنات ورحلة خارجية واحدة في العام له ولأسرته، وقد وقع معالي مدير الجامعة مع العبدالله عقد الانتقال أمس الخميس بحضور أعضاء مجلس الجامعة، ورئيس فريق تقنية النانو في الجامعة، وعدد من الإعلاميين والصحفيين المهتمين بالبحث العلمي المتخصص، وفي نهاية مراسم التوقيع صرح مدير الجامعة للإعلاميين عن سعادته البالغة بانضمام البروفيسور محمد للفريق مشيداً بالدور الذي لعبه مدير أعماله لإتمام الصفقة بنجاح وبسرية تامة وفي وقت قياسي، شكراً مجلس الجامعة على دعمهم المتواصل لمشاريع البحث العلمي في هذا الصرح الوطني المرموق، ومثمناً لرجال الأعمال محبي ومشجعي النادي العلمي في الجامعة وقوفهم معها وتبنيهم لعدد من الكراسي العلمية المتخصصة وإعطائهم منحاً علمية مميزة.. ووعد معالي المدير بالفوز الكاسح في الموسم المقبل ببطولات البحث العلمي الوطنية الثلاث، كما ذكر في ثنايا ما قال إن هناك جهوداً مكثفة تجري على قدم وساق من أجل إيجاد صف ثاني من أبناء الوطن يولي البحث العلمي المتخصص جل اهتمامه وكبير عنايته.

من جانبه ذكر مدير أعمال البروف الدكتور هاني الحمد أن المفاوضات للانتقال كانت سلسة وميسرة جراء تدخل عدد من الشخصيات الوطنية المعتبرة، مؤكداً ما انفردت به “الجزيرة” من أن مدة العقد ستكون خمس سنوات قابلة للتمديد باتفاق الطرفين، ينجز فيها البروفيسور العبدالله عددا من الأبحاث ذات الصلة باستخدام تقنية النانو في علاج الأمراض المستعصية والمستوطنة.

الجدير بالذكر أن الأستاذ الدكتور حاصل على الأستاذية في تقنية النانو الطبية، وقد درس وتخرج في جامعة هارفارد الأمريكية أرقى الجامعات العالمية على الإطلاق، ونشر ما يربو على 76 بحثاً علمياً، وفاز بجائزة التميز العالمية عام 2006م، وهو عضو في 24 جمعية علمية عالمية.. ومثل المملكة في أكثر من 36 مؤتمراً وندوة واجتماعاً دولياً وعربياً.

وفي هذه الأيام يشرف “العبد الله” على فريق من المختصين الذين يعكفون على إتمام دراسة تطويرية لتوظيف النانو في القطاع الصحي السعودي عموماً بتكليف مباشر من معالي وزير الصحة السعودي. وفور التوقيع مع البروفيسور “العبد الله” سافر مع مساعديه على طائرة الجامعة الخاصة ليلتحق بالفريق العلمي الذي يعسكر في إسبانيا، يزور خلالها عدداً من الجامعات هناك ويجري مع المختصين فيها أبحاثاً مشتركة.. في ذات الوقت تجري عدد من الجامعات اتصالاتها المتتالية الداخلية والخارجية لاستقطاب باحثين متخصصين ينتظمون في العمل بمراكز الأبحاث المتخصصة فيها؛ وقد علمت “الجزيرة” من مصادرها الخاصة أن باحثاً ألمانيا مشهوراً قد يوقع قريباً مع كلية الطب في إحدى الجامعات الناشئة وهذا يعد إنجازاً كبيراً لهذه الجامعة خاصة ولمراكز البحث في التعليم العالي عموماً، وما زال الأمر حتى ساعة كتابة هذا المقال في دائرة السرية والتكتم التام، لكي لا يؤدي ذلك إلا دخول منافسين عالميين يرفعون سقف المنافسة ويزيدون السعر وتتضاعف التكلفة.. من جانب آخر تجري أبرز الجامعة السعودية في المنطقة الشرقية مفاوضات سرية مع مدير أعمال أحد الباحثين المتخصصين في الهندسة الكيماوية، وقد تسفر هذه المفاوضات الجادة عن توقيع الطرفين للانتقال من إحدى جامعات الشمال إلى الشرقية، وتقدر الصفقة المحتملة بـ 50 مليون ريال سعودي.

من جانبه صرح مسؤول رفيع المستوى بأن وزارة التعليم العالي أكدت على وجوب نظامية المفاوضات ووضوح وشفافية الانتقالات وإنهاء جميع الصفقات قبل انتهاء الأيام المحددة والمنصوص عليها نظاماً.. هذا مجرد حلم أقصد “أمل وطموح” مر بي طيفه ليلة صيف ذات قمر مضيء ونسمت هواء عليلاً وأنا أقلب صفحات صحفنا المحلية وأقرأ عن حركة التنقل بين أنديتنا الرياضية وبمثل هذه الأرقام الفلكية أو يزيد.. تمنيت حينها ما كتبت أعلاه، إيماناً مني بأن هذا بعد توفيق الله عز وجل ثم تمسكنا بقيمنا ومبادئ ديننا الوسطي الصحيح هو مفتاح نهضتنا وسر تقدمنا وعنوان مجدنا والسبب الرئيس لحجز مقعد لنا في مصاف الدول ذات السبق والحضور الدائم في المربع الذهبي.. بصدق أعدت قرأت المقال بعد أن كتبته، وكم تمنيت أن أصدقه.. ولكنها “قوية”!! ولكن من الأهمية بمكان أن نبدأ.. ومشاور الألف ميل يبدأ بخطوة؛ جمعتكم مباركة.

دمتم بخير وإلى لقاء والسلام،،،