Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 12/07/2013 Issue 14897 14897 الجمعة 03 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

أفاق اسلامية

أوصاهم بالتقيد بالتعليمات المنظمة للعمل خلال شهر رمضان المبارك .. د. عثمان الصديقي لـ(الجزيرة):
على الأئمة مراجعة أنفسهم عند الصلاة وأنها ليست لهدف مادي أو ابتغاء لشهرة أو متاع زائل

رجوع

الرياض - خاص بـ(الجزيرة):

طالب فضيلة الشيخ الدكتور عثمان بن محمد الصديقي أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض أئمة المساجد مراجعة أنفسهم ونياتهم في صلاتهم، وإن كانت في الغالب موجودة أنها لله وليست لهدف مادي أو لابتغاء شهرة أو متاع زائل.

وقال د. الصديقي الذي يعد من أشهر القراء بالمملكة قد أمضى أكثر من ربع قرن في إمامة الناس في التراويح والقيام أنه ينبغي للأئمة مراعاة المشقة الحاصلة على المأمومين والنفرة من إمامهم وتفرقهم جراء عدم التخفيف في الصلاة.

كما تناول الحوار مع د. الصديقي ما يتعلق بالمسابقات القرآنية بصفته محكماً ورئيساً لعدد منها، وكذا عن الجمعيات القرآنية وغير ذلك من الموضوعات.. وفيما يلي نص اللقاء:

) بداية ماذا تودون أن تقولوا لقراء رمضان في المساجد؟

- بداية أسأل الله تعالى أن يعيننا على صيام الشهر الكريم وقيامه وأن يجعلنا ممن يصوم ويقوم رمضان إيمانا واحتسابا ليغفر الله لنا ما تقدم من ذنبا وما تأخر وأن يجعل هذا الشهر شهر خير ونصر وعزة للإسلام والمسلمين وأن يوفق ولاة أمورنا لما فيه الخير للعباد والبلاد.

وبالنسبة لسؤالكم فلا شك إن كنا نوجه الناس بضرورة استغلال هذا الشهر المبارك شهر القرآن والهدى والبينات والفرقان بالتوبة وتغيير الحال، فلا شك أن الأئمة والقراء خصوصا لهم دور كبير في ذلك، لأن الناس يقبلون على المساجد وخصوصا في صلاة التراويح والقيام ليفوزوا بأجر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» فلا شك أن الأئمة في رمضان في التراويح والقيام لهم دور كبير في حث الناس على ذلك ولكن لي معهم وقفات أهمس بها في آذانهم من واقع خبرتي في إمامة الناس في التراويح والقيام لخمس وعشرين عاما مضت. من أهمهما: ضرورة مراجعة النفس في ركن الإخلاص لله تعالى في هذا العمل الجليل، ومعلوم أن ذلك شرط لقبول العمل ويدل على هذا قوله تبارك وتعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} فقد أمر سبحانه أن يكون العمل صالحاً، أي موافقاً للسنة، ثم أمر أن يخلص به صاحبه لله، لا يبتغي به سواه.

قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره»: «وهذان ركنا العمل المتقبل، لا بد أن يكون خالصاً لله، صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وروي مثل هذا عن القاضي عياض رحمه الله وغيره.

) وماذا ينبغي أن يقوم به الأئمة في صلاتهم؟

- فليراجع الأئمة أنفسهم ونياتهم في صلاتهم وإن كانت في الغالب موجودة أنها لله وليست لهدف مادي أو لابتغاء شهرة أو متاع زائل. وأذكرهم بما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الثلاثة الذي يقضي عليهم أول الناس يوم القيامة: وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعلم ليقال عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. أجارني الله وإياهم من ذلك. كما أذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ قَالَ: « إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ: فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِير وَذَا الْحَاجة « قال ابن بطال: لا يدرى ما يحدث بهم من الآفات، ولذلك قال: وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء؛ لأنه يعلم من نفسه ما لا يعلم من غيره، وقد ذكر الله الأعذار التي من أجلها أسقط فرض قيام الليل عن عباده، فقال: (علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون فى سبيل الله)، فينبغى للأئمة التخفيف مع إكمال الركوع والسجود ا.هـ فلا شك أن بعض الأئمة يحرص على ختم القرآن الكريم في شهر رمضان، وهذا أمر طيب وعادة حسنة وهي مصلحة، ولكنها تختلف من مسجد إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى. فإذا كانت هذه المصلحة تؤدي إلى مفسدة وهي المشقة الحاصلة على المأمومين والنفرة من إمامهم وتفرقهم عنه فلا شك أن ذلك يترك من باب درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وينبغي أن يراعي في ذلك رأي أغلب الجماعة لا آحادهم فرضى الناس غاية لا تدرك. فيقرأ الإمام بما يتيسر له من أول القرآن الكريم أو باتيار بعض أجزائه مع مراعاة الترتيل وحسن التجويد والقراءة فهي تساعد على التدبر والخشوع. ولا شك أن من يختم قد يعتريه شيء من نقص الأحكام والسرعة في القراءة لأن الأئمة في الغالب يختمون في ليلة التاسع والعشرين والقرآن الكريم ثلاثون جزءا فيحتاج الإمام إلى تغطية جزئين ليختم في اليوم الثامن والعشرين. فعلى كل حال هذا مرجعه إلى ما اعتاده جماعة المسجد ولا يمكن إعطاء حكم عام في ذلك.

) وماذا عن مسألة الإطالة في دعاء الوتر؟

- مسألة الإطالة في دعاء الوتر أو في دعاء ختم القرآن الكريم. وهذه مسألة يقع فيها كثير من الأئمة إلا من رحم الله، وإذا نظرنا إلى ركن الاعتدال من الركوع في الصلاة وجدنا أنه من الأركان القصيرة، نظير الجلوس بين السجدتين، وإذا تأملنا إلى الذكر الوارد فيه في السنة وجدنا أنه من أقصر الأذكار، وبعض الشافعية يبطلون صلاة من أطال في ركن قصير لأنه يغير من نظم الصلاة، ولا شك أن قنوت الوتر والدعاء فيه قد ورد في السنة ولكنه أيضا بألفاظ محدودة وبدعاء قصير. فخالف في ذلك بعض الأئمة وأطالوا ذلك، وتفننوا في الإتيان بأدعية مسجوعة ومتكلفة قد تكون من أدعية وأذكار الصوفية في المناجاة وغيرها، تاركين بذلك المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوامع الدعاء وغيره، والعجيب أنك ترى بعض المأمومين يغفل عن الخشوع والتدبر في سماعه لقراءة الإمام ويحضر قلبه ودمعة عينه عند دعاء الإمام في القنوت وختم القرآن مع أن العكس هو الصحيح.

فلا بد على الإمام أن يراعي ذلك وأن لا يطيل في الدعاء وأن يتخير جوامع الدعاء، فالخير كل الخير في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وترك ما أحدثه الناس. وأنه من المعلوم أن الإمامة في الصلاة في المساجد تقع تحت ولاية ولي الأمر الذي أوكل ولاية ذلك إلى وزارة مختصة وهي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والوزارة قد خصصت فروعا لخدمتها في مناطق المملكة وتحت هذه الفروع إدارات لخدمة المساجد ولدى الجميع من الأنظمة والتعليمات ما ينظم العمل ويعمل على تحقيق رسالة المسجد وأهدافه، فوصيتي للأئمة التقيد بذلك وهذا أمر مطلوب شرعا كما يعرف الأئمة، وذلك كمسألة التعليمات الصادرة بتحديد أذان العشاء بساعتين بعد المغرب، وكتحديد صوت مكبرات الصوت الخارجية وعدم المبالغة في ذلك، وكتنظيم مسألة تفطير الصائمين، وكتنظيم أمور المعتكفين في المساجد. فلا بد أن يلتزم بجميع ذلك وإن اختلفت وجهات النظر، فيترك الاجتهاد والرأي الخاص للمصلحة العامة. وأعلم أن هذه مسألة حساسة لدى بعض الأئمة ولكن الحق أحق أن يتبع.

) نريد أن نخرج عن جانب الأئمة قليلا هلا أخبرتمونا عن المسابقات الرمضانية القرآنية التي تزخر بها المملكة وغيرها من بلدان المسلمين بحكم أنكم من المحكمين الدوليين لمسابقات القرآن الكريم؟

- رمضان هو شهر القرآن ووصفه الله تعالى بذلك في أول أوصاف الشهر الكريم، والناس يقبلون على القرآن الكريم قراءة وحفظا وتجويدا وتنافسا. وبلادنا ولله الحمد تشهد العديد من الدورات الرمضانية المكثفة التي تقوم بها الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ويتخرج في هذا الدورات العديد من الكبار والصغار والنساء والزائرين لبلادنا في العمرة والزيارة، وبالنسبة للبلدان الأخرى فهي تشهد في رمضان مسابقات قرآنية متميزة كذلك أذكر منها مثلا جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وقد كنت رئيسا للجنة التحكيم بها قبل ست سنوات تقريبا وهي من المسابقات القرآنية المتميزة على مستوى العالم، وهناك مسابقة في دول أخرى كتونس وقد شاركت فيها كعضو لجنة التحكيم قبل سبع سنوات وهي تقام في جامع الزيتونة العتيق، وهناك مسابقة في الجزائر ومسابقة في الأردن ومسابقة في مصر. وفي غير ذلك من الدول الأخرى التي استفادت كثيرا من أم المسابقات وأقدمها في الحفظ والتفسير مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي كانت ولا تزال المرجع لتلك المسابقات القرآنية لما تحويه من خبرات ومهارات عديدة في التحكيم وغيرها وقد سبقت أن حكمت بها أيضا ولا ننسى كذلك مسابقة الأمير سلمان بن عبد العزيز المحلية في حفظ القرآن الكريم وتجويد وتفسيره للبنين والبنات والتي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.

وكثرة هذه المسابقات القرآنية سواء كانت في بلادنا رعاها الله أو في غيرها من البلدان الإسلامية ظاهرة جيدة، إذ أن هذه المسابقات تنمي الحفظ والمراجعة لدى الحفاظ، وتنمي موهبة حسن الصوت والترتيل، وتنمي مهارات معرفة التفسير وكلمات القرآن. وتنمي علم القراءات وأداء القرآن بأكثر من رواية، ولكن لا بد أن يكون هناك نوع تنويع في أفرع تلك المسابقات، ونوع إبداع في استخدام التقنية في آليات التحكيم وإخراج المسابقات بطور جديد تقني، والتركيز على الجوانب الإعلامية والتواصل مع القنوات المرئية والمسموعة والدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وهذا متاح ويسير بحمد الله.

) سبق أن عملتم مديراً للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وكيف ترون الجمعيات الآن بعيدا عن الجانب الرسمي؟

- الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم أنا ابن بار لها، وحبي لها يجري في دمي وعروقي، ولم أكن يوما من الأيام في تكليفي مديرا عاما لها أتعامل معها على أنها عمل رسمي، بل هي جز من حياتي، ومع العلم فإن ابتعادي عنها الآن هو فقط بسبب نظامي وهو أني عضو هيئة تدريس بكلية الملك فهد الأمنية والنظام لا يسمح بإعارة عضو هيئة التدريس أكثر من خمس سنوات وكانت فترتي ست سنوات استثناء بطلب من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ من فترة 1426 إلى فترة 1432هـ، وأنا لم أنقطع عنها فأنا مستشار غير متفرغ للإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ولا زالت خدمتي مستمرة لها.

والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تسير بنظام محدد يرسم سياساته المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وتشرف على جميع الجمعيات الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم من الناحية الإدارية والمالية والتعليمة مع إعطاء بعض الاستقلال الإداري والمالي والتعليمي وفق نظام عام للجمعيات في المناطق التي ترتبط بها الجمعيات في المحافظات والمراكز الإدارية في الإدارية في القرى والهجر. ولها دعم مالي سنوي من الدولة رعاها الله ومن جانب المحسنين والمتبرعين وفقهم الله، وهذا ليس عجزا من ولاة أمورنا حفظهم الله ولكنه أرادوا أن يشارك المجتمع في التواصل مع هذه الجمعيات العزيزة لدى الدولة والمواطنين، وهي تسير بحمد الله وفي تزايد مستمر فأعداد الدارسين والدارسات يقارب الثمانمائة ألف دارس ودارسة ويحفظ منهم القرآن الكريم ما يقارب السبعة آلاف في كل عام وهذه الأعداد في تزايد مستمر بحمد الله. وهي تؤدي رسالتها على خير وجه، وأوجه رسالتي لأهل الخير وفقهم الله ونحن في هذا الشهر الكريم المبارك أن يدعموا هذه الجمعيات ويتبنوا مشاريعها التنموية فلديها الكثير من المشاريع وتنمية مواردهم المالية حتى تنتشر الجمعيات وتنتشر الحلقات والدور النسائية في كل هجرة وقرية ومحافظة ومدينة.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة