Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 19/07/2013 Issue 14904 14904 الجمعة 10 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

طالعتنا جريدة الحياة الاثنين الماضي، بخبر في صفحتها الأولى تناول قضية هامة وحساسة جداً، ألا وهي “قضية إثبات النسب باستخدام الحمض النووي DNA “، وأن منطقة الرياض تصدّرت قائمة المناطق السعودية، وأوضح إحصاء حديث صادر عن وزارة العدل أنها نظرت نحو ؟؟??؟ قضية خلال الأعوام الخمسة الماضية! وتضمّن الخبر تعليق المحامي “ياسين خياط” مفاده: بأنّ معظم هذه القضايا تأتي من الأزواج، لأنهم هم من يشكّون في نسب الأبناء، وأنّ الرياض رُفعت فيها 21 قضية العام الماضي، و74 قضية العام الحالي مقارنة بالمناطق الأخرى! وأنه يفترض من القاضي ألاّ يلجأ إلى الإثبات بالحمض النووي في مثل هذه القضايا، إلاّ إذا كان فيه تقريب في شكل قوي من صحة الادعاء أو نفيه! والجزئية الأخيرة هامة جداً لابد أن ينتبه لها القضاة وعدم التجاوب مع هذه القضايا ببساطة، لأنّ آثارها النفسية والاجتماعية سيئة جداً على كيان الأسرة خاصة عندما تكون الادعاءات كيدية، أو عندما تظهر النتائج سلبية الادعاء، وحينها لا يمكن معالجة الجروح والصدمة التي يسببها هذا الاتهام الأخلاقي للزوجة المظلومة! إلى جانب ضرورة معرفة القضاة بأنواع الشخصيات المضطربة نفسياً والتي قد تعاني في بعض منها من الوساوس وتسيطر على أفكارها الشكوك والهلاوس السمعية والبصرية، أو تلك التي تعاني من الأعراض الانسحابية نتيجة تعاطي المخدرات ولا تحظى تلك النماذج المدمنة من الأزواج بالرعاية الطبية المناسبة لحالتها، لذلك فإنها لا تتوانى عن إيذاء أقرب الناس لها بشكل مستمر وخاصة “الزوجة” وتحرمها بسبب ذلك من راحتها النفسية وتقلقها بشكوكها ومطاردتها لها باتهامات مستمرة في أخلاقياتها وبالذات “ الاتهام في الشرف “، وتتعرّض البنات أيضاً داخل الأسرة لمثل هذه الاتهامات التي تسيء لنفسياتهن، وقد تدفعهن للهروب من الأسرة بحثاً عن منقذ لهن! لذلك من الضروري أن لا يوافق القضاة على مثل هذه الادعاءات قبل التأكد من سلامة المدعي نفسياً وعقلياً، بدلاً من ضياع الجهد والوقت وكذلك تكلفة استخدام الحمض غالية القيمة، مما يرهق ميزانية وزارة الصحة لأسباب واهية بسبب الشكوك المرضية التي لا أساس لها من الصحة! كذلك لو استعرضنا الجانب الآخر وكانت النتيجة إيجابية وما يسببه ذلك من فضيحة وتشهير للزوجة وأسرتها، وسيلحق العار بأبنائها الآخرين حيث سيشك الأب أيضاً في نسبهم له، وسيتنكر لهم عاجلاً ويحرمهم من حقوقهم الشرعية بسببلعنة فضيحة الأم التي ستظل تلاحقهم طوال حياتهم! وقد واجهت مثل هذه القضايا التي لا يدفع الثمن في نهايتها إلاّ الأطفال، وذلك بسبب تهور الأبوين اللذين لم يراعيا الأمانة التي كُلفا بحفظها وحمايتها! ونحن في هذا الشهر المبارك أتمنى من الأزواج والآباء الاهتمام بالرعاية النفسية لأسرهم، والحفاظ على زرع القيم الأخلاقية لبناتهم وتقدير زوجاتهم اللاتي ارتبطن بهم وأنجبن لهم الذرية، التي لن تكون صالحة في أجواء ملبدة بالشكوك والوساوس والاتهامات الأخلاقية، ووصية رسولنا الكريمة صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” لنصيحة نبوية إنسانية عظيمة في ضرورة الخيرة في التعامل مع الأهل وربطها بالتشريف بأنّ أفضلكم هو الراعي الخيّر لأهله وليس للآخرين! ومن أوجه هذا الخير الستُّر على أهل البيت وعلاج قضاياهم في أضيق الحدود “فمن ستر على أخيه المسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة”، فكيف بمن ستر على أهل بيته لو أخطأوا بحقه، ورحمهم في حالة ظلمه لهم! كفانا الله وإياكم شر الفضيحة والتشهير، وعدم مراعاة توجيهات نبينا الكريم في تعاملنا مع أهل بيتنا، وستر الله علينا وعليكم دنيا وآخرة.

moudyahrani@ تويتر

روح الكلمة
أزواج الرياض وإثبات النسب!
د. موضي الزهراني

د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة