Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 19/07/2013 Issue 14904 14904 الجمعة 10 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

عندما تشتد حرارة الشمس، ويعلو الناس غيمةُ آخر النهار، وتزيد الرطوبة في المناطق الساحلية، يجزم الزُراع أن ما يعرف في قاموسهم التخصصي بـموسم “طباخ التمر” قد حل، وهو بعد إرادة الله سبب لتحول البسر إلى رطب، وأهل الدراية في هذا يقولون إنه في هذا العام سيبدأ مع بداية العشر الأواخر من رمضان في جل مناطق المملكة إلا ما ندر، ولذا، فهم يعتقدون أن ما هو موجود في السوق اليوم مضر بالصحة وسبب رئيس من أسباب مرض السرطان القاتل -لا سمح الله- لأنه قبل وقته، وعملية التحول تمت بتدخل بشري من أجل جلبه للسوق مع أول الناس، وفي مطلع هذا الشهر العظيم، وذلك من أجل الكسب المادي البين -طبعاً- حتى ولو على حساب صحة الناس وسلامتهم !!، وهذا غش واضح، وحرمته معلومة من الدين بالضرورة.

أسمع مثل غيري حديث الناس اليوم من أن هناك شريحة من المزارعين أو العمال الذين يستأجرون المزارع ويعملون بها من الباطن كانوا في الأعوام السابقة يضعون على “قنيان البسر” الخوص ويحرقون ما حوله حتى يتأثر بشدة الحرارة فيتغير لونه وشكله قبل نضجه الحقيقي، وفي هذا العام تناقل الكثير منا عبر المواقع وقنوات التواصل الاجتماعي “تويتر والفيس بوك والقروبات” خبر خطير،، موجزه أن الرطب الموجود في السوق والمجلوب من المدينة المنورة تحديداً قد أحرق بمادة الكبريت حتى يصير رطباً يمكن بيعه في السوق!!،، ولم يقف الأمر عند كلام العامة والتغريدات اليومية بل تعداه إلى الأطباء وأهل الاختصاص؛ فهذا الدكتور فهد الخضيري، أستاذ وعالم الأبحاث في تخصص المسرطنات بمستشفى الملك فيصل التخصصي، يحذر من تناول البلح الرطب المتواجد هذه الأيام بالمملكة لما له من أضرار صحية متيقنة وآثار مستقبلية قاتلة.

ونص ما قال: “... إن هنالك عمالة من ضعاف النفوس تقوم بالتلاعب والغش عبر معالجة البلح الأخضر بالأحماض والكبريت الأصفر ليتحول بشكل سريع إلى رطب ثم يبيعونه قبل الموسم وبأغلى الأسعار حيث يتبقى أثر الكبريت على قمع التمر وغلافه.

ولكي تتأكد من أن الرطب طبيعي ولم تتم معالجته فإنني أنصح بعدم تناوله إلا بعد موسم (طباخ التمر) الذي يصادف العشر الأواخر من رمضان وتحديداً يوم 23 الموافق لنهاية شهر يوليو، وهو وقت النضج الطبيعي أما ما قبله فهو معالج.

واستثنى الخضيري حسب صحيفة “الرياض” من ذلك التمور النادرة في بعض المناطق التي اشتهرت بأن تمورها تنضج قبل ذلك بعدة أسابيع أو أيام وهي معروفة لدى المختصين بالنخيل وكبار السن، وأضاف قوله : ينبغي معرفة تلك الأنواع التي تنضج قبل يوليو لاستثنائها من هذه القاعدة، مضيفاً أن بعض المناطق يصبح التمر فيها رطباً قبل مناطق أخرى وعليه فلكل منطقة موسمها الخاص بها”.

إن كان هذا الكلام صحيحاً، والخطورة متيقنة فأين حماية المستهلك ووزارة التجارة ؟!، بل قبل هذا وذاك أين استشعار رقابة الله، ولماذا غاب الضمير الإنساني عن أهل وسكان خير الديار “طيبة الطيبة”، وهل أجساد الناس وأرواحهم رخيصة إلى هذه الدرجة!!؟

لقد صارت الأمراض تسوق وتباع في ديارنا، والأطفال ينحرون داخل بيوتنا على يد الأثيوبيات، ومن هم على الأسرة البيضاء يطلبون الشفاء من الله ثم في مظانها الرئيسة ببلادنا المباركة “المستشفيات والمستوصفات” يموتون جراء أخطاء طبيبة متكررة وغير مسببة بأسباب معقولة وعلمية صحيحة، والسؤال بعد كل هذا.. ترى لماذا كل هذا يحدث، وإلى متى، ومن المسئول، ولماذا نحن صامتون ونحن ننتظر القادم المجهول؟!، هل هذا هو العقل الذي أنتجه النفط أم أن إيماننا بالقضاء والقدر جعلنا نلغي عن ذاكرتنا أمر ربنا بوجوب الأخذ بالأسباب وعدم تركها توكلاً على الله فهو تواكل لا توكل؟.

أتمنى أن نصل إلى مرحلة النضج العقلي الذي يقلل مساحة فاعلية العاطفة فيما حقه التعقل لا التعجل، دمتم بخير ووقانا وإياكم شر الأمراض والأدواء والأسقام.. وإلى لقاء والسلام.

الحبر الأخضر
طباخ التمر
د.عثمان بن صالح العامر

د.عثمان بن صالح  العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة