Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 19/07/2013 Issue 14904 14904 الجمعة 10 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

كتب

قراءة في رواية دُموع لمْ تُرحمْ للروائي عثمان أبا الخيل

رجوع

قراءة في رواية دُموع لمْ تُرحمْ للروائي عثمان أبا الخيل

ذئب بشري لا يفهم معنى الإنسانية ولا يعي رسالة الأبوة مدمن مخدرات فقد عقله حين اغتصب ابنته الوحيدة بغفلة من والدتها التي لا حول لها ولا قوة. ما الذي تخفيه الأيام القادمة من مفاجآت وتناقضات وسياط مجتمع لا ترحم وحياة وحل ومستنقع الحياة. هل دموعها لم تُرحَم ممن وقفوا متفرجين على تفاصيل حياتها؟ هل دموعها جسر قوي يأخذها إلى بر الأمان والاستقرار النفسي والعاطفي والاجتماعي؟ هل دموعها ستعيد والدها إلى رشده وحياته؟ أين ستكون نهاية الذئب البشري؟ هل مزبلة التاريخ تكفي؟ أم مزبلة المجتمع أشد قسوة؟ أم تراه يفر إلى المجهول ويعيش حياة الغاب؟ والدتها تعض أصابع الندم دخلت في دوامة القلق والحياة غير المستقرة ماذا تفعل بهذا العار الذي انتشر انتشار النار في الهشيم؟ ماذا تفعل وأسوار العار تطبق على حياتها؟ هند أصيبت بحالة نفسية صعبة، هند لم تتجاوز الثالثة عشرة، هند جميلة بكل معايير الجمال الأنثوي. تلفتت هند من حولها تطلب النجدة تطلب من يمسح دموعها تطلب من يخفف وطأة الصدمة الجميع تخلوا عنها العار الذي لحق بها لطخ سمعتها.. ما ذنبها؟ من ينتشلها من براثن الوحل؟ من يضمد جراحها؟ والد هند انتهى به المطاف في مستشفى الأمل للصحة النفسية الذي من أهم أهدافه أن يكون منارة توعية استشارية في المجال الصحي وخاصة الوقاية من المخدرات والاضطرابات النفسية وعلاجهما ومعالجة القضايا الاجتماعية. رواية دموع لم ترحمْ تبرز دور مستشفى الأمل للصحة النفسية الذي أخذ على عاتقه وفي قسم التشخيص المزدوج علاج المدمنين على المخدرات والد هند يخضع لعلاج مكثف ورعاية فائقة هناك الكثير ممن هم على شاكلته فالمجتمع أصيب بظاهرة تعاطي المخدرات والحكومة لا تتوانى في القضاء على هذه الظاهرة ومعالجة المدمنين. هند الفتاة المكلومة لها تطلعات وأماني الناس وضعوا على وجوههم أقنعة يبدلونها متى شاؤوا يخفون وراءهم مصائب لكنهم يمثلون الطيبة وحسن النية، متى أعود أريد أنْ أعود عصفوراً يطير في سماء الحرية يتنفس الياسمين ويتنقل بين الأشجار الطيبة لا الأشجار الميتة. لمْ تيأس هند من التحكم بعواطفها ومشاعرها فالإنسان يستطيع أنْ يتحكم بها ولو بصورة آنية، كانت في كل مرة تحاول أن تجد إجابة واحدة مقنعة، لماذا لا تنسى الماضي؟ وهل صحيح من المستحيل نسيانه؟ جذور ما حدث مغروسة في أعماق الذاكرة وترويها سياط المجتمع التي لا ترحم. رفعت هند الراية البيضاء واستسلمتْ حينأقفلت كل الأبواب ووضعت عليها حِراسات. ترى هل الاستسلام هروب من الواقع أم الواقع أصبح واقعاً وجزءاً من حياتنا أم هو الرضا.

منيرة بنت عبدالعزيز المعيقل

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة