Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 20/07/2013 Issue 14905 14905 السبت 11 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

التسول هذا المرض العضال
سليمان بن علي النهابي

رجوع

وجوه تعودت التسول واستمرأت قرع نوافذ السيارات وأبوب المنازل بحثاً عن عاطفة جياشة تسيل شفقة على هؤلاء السائرين في الشوارع والأزقة، أولئك الباحثين عن عون ومساعدة, وفي ظاهر هذه الوجوه العوز والفاقة والحاجة، وفي باطن الكثير منها الخداع والزيف سعياً للوصول إلى جيوب الناس وأموالهم واستغلال العاطفة التي تشع من قلوب الرحماء وأهل الخير. يكثر التسول في رمضان المبارك لأن أهل الخير والجود تنساب عواطفهم لعون المحتاجين في شهر الصيام والقيام، فلا يكاد أحد من أهل الجود والسخاء يرى من البشر من يمد يده بالسؤال إلا ويمنحه مما في جيبه صدقة لهذا السائل دون أن يعرف شيئاً عنه وعن حاجته. لقد ذهبت هذه الصدقة في أجرها -إن شاء الله- لأن النية الصحيحة في دفعها كانت خالصة لله تعالى، لقد حدثني من أثق به أنه وقف على بعض المشاهد المؤلمة في التسول ومخادعة المحسنين يقول :- رأيت في المسجد شخصاً رث الثياب ومعه طفل رضيع وورقة عريضة يقول عنها أنها صك صادر من المحكمة بالحكم عليه بالسجن، لأنه لم يوف ديوناً أثقلت كاهله.. ويضيف محدثي أنه جلس يراقب هذا السائل حتى خرج من المسجد، فإذا بشخص آخر ينتظره بسيارته الفارهة ومن أحدث الموديلات، لكنه تمكن من الحصول على رقمها وأبلغ عنه الجهات المعنية التي تابعت أمره، (ولا شك أنها أتخذت بشأنه الإجراءات النظامية بهذا الشأن). إن الذين يسمحون لأنفسهم استغلال مثل هذه المناسبات ويركضون وراء شهواتهم الدنيوية، إنما هم يقطعون الطريق على أصحاب الحاجات والضعفاء والمساكين، مما يجعل من واقع المجتمع واقعاً ضبابياً غير واضح المعالم، فيختلط الأمر على المحسنين وأهل الخير الذين يريدون أن تصل صدقاتهم للمحتاجين وأصحاب الفاقة والعوز. لقد تجاوز المستغلون لعواطف الناس كل الحدود وصاروا يتعاملون بالحيلة والخديعة للوصول لأموال الناس بالباطل ويمارسون الخداع بكل أشكاله وألوانه حتى اختلط الأمر على المحسنين وأهل الخير.. لقد أصبحت الجمعيات الخيرية ومؤسسات البر والإحسان تجد حرجاً كبيراً نتيجة تكاثر المحتالين والمخادعين والممارسين لشهواتهم الدنيوية التي غلبت عليها التلاعب بعواطف الناس واستغلال الفرص كلما حانت لهم بارقة أمل للخديعة واستدرار العواطف. إنني أقترح أن تقوم الهيئة المعنية بمكافحة التسول والجمعيات الخيرية بحملات توعية للمجتمع تعني بإفهام الناس أن لا يقبلوا من الأفراد تسولاً أو سعياً لطلب العونلمادي في الأماكن العامة، وأن قنوات البر والإحسان هي المؤسسات والجمعيات الخيرية المعنية بدراسة أحوال المحتاجين، وسيجد الناس أن الفوائد كبيرة حينما يعلمون أنهم يخدعون كثيرًا في هذا المجال. وفق الله كل ضمير حي يعمل بإخلاص، ويؤدي بأمانة، ويسعى بكل ما أوتي للخير بنزاهة راغباً للأجر والمثوبة، ويسر الله تعالى للمعسرين والمحتاجين سبل الخير والصلاح.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة