Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 23/07/2013 Issue 14908 14908 الثلاثاء 14 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

كثير منا شاهد كيفية تفطير الصائمين في الحرم، وهو بلا شك مجهود مضنٍ يستنزف الوقت والجهد والمال، ولكن تشوبه الفوضى وقلة التنظيم بسبب الأعداد الهائلة من المصلين والمعتمرين، مع عدم إغفال مظهره الديني المتمثل بمد السفرة من بعد صلاة العصر وقبيل أذان المغرب، بل يتفاخر القائمون على الحرم المكي بأكبر سفرة عامرة بأطيب الأطعمة! والحق أنها دخلت موسوعة جينس للأرقام كأسرع عملية طي سفرة وتنظيف مخلفات بأقصر وقت تمهيدا لإقامة صلاة المغرب! ولعل هذا المظهر التقليدي يناله التطوير والتحضر، فإفطار الصائمين في ساحة الحرم ليس أكثر أجراً من عمل خيري آخر حتى في غير رمضان، وأبواب الخير كثيرة ومتعددة وبعضها لم يفتح قط، حيث لم يصنف بعد بالخيرية والأجر والثواب كالأبواب التقليدية المعتادة مثل فرش المساجد بالسجاد وتوفير المياه الصحية للمصلين وإعداد البخور وغيرها!

ما أرجو أن أراه في الحرم هو الكف عن مد السفرة العامرة والاستعداد لتناول طعام الإفطار، حيث إن المساجد عموما ليست مكانا مهيأ لتناول الطعام، ناهيك عن الحرم المكي الشريف الذي ينبغي أن تغشاه الروحانية وتكسوه النظافة وتتضوع به الرائحة المناسبة! وما أشاهده في ساحة الحرم وأروقته لا يتماهى إطلاقا مع مكانته وشرفه! حيث يتم مد السفرة البلاستيكية الملونة ووضع التمر في صحون بلاستيكية أيضا وتوزيع الخبز وبعض المعجنات والمقليات مع علب الألبان الكبيرة الحجم والزبادي والقشطة وقناني المياه الصحية برغم وجود حافظات ماء زمزم الكبيرة المنتشرة بساحات الحرم! وكل ذلك يحتاج لجيوش بشرية تشرف على التنظيم والمتابعة مما تسبب ازدحاما شديدا، كما أن تلك المخلفات تشكل عبئا على نظافة الحرم وينتج عنها نفايات قاسية يصعب التخلص منها. وحبذا لو اكتفت رئاسة الحرمين الشريفين بتأمين التمر المنزوع النوى ويوضع بإناء كبير بقرب حافظات المياه ليتناوله الصائمون الحاضرون للصلاة إيذانا بالإفطار، وليس بغرض الشبع! وبعد الصلاة يمكنهم تناول وجبتهم خارج الحرم، وهو ما قد يجعل المصلين يغادرون بسرعة وهذا من شأنه التخفيف من عدد الحضور، وتكون الفرصة سانحة لتنظيف الحرم وتأهيله استعدادا لصلاة العشاء والتراويح!.

ومن الجدير بالمناقشة تلك التبرعات من بعض الأثرياء التي تأتي مدموغة بأسمائهم أو بمؤسساتهم الخيرية، في تنافس عجيب حتى أن بعضهم يقوم بالتوزيع بنفسه وتلتقط له الصور ولو كان ذلك تحت خيمة رئاسة الحرمين لكان أكثر تنظيما وأقرب للتقوى!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
سفرة الحرم !!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة