Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 23/07/2013 Issue 14908 14908 الثلاثاء 14 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

كلمة (الإصلاح) شاعت كمفهوم في الخطاب السياسي كترجمة للكلمة الإنجليزية (Reform)، نتيجة لعوامل داخلية وخارجية أملتها سياسات مكافحة (الإرهاب) في العالمين العربي والإسلامي باعتبارهما الموطن الرئيسي للأحداث المفجعة التي أدّت إلى هجمات 11 أيلول 2001 م، حيث تمّ تدمير مبنى التجارة العالمي وضرب مقر (البنتاجون) في أميركا. وفي كلّ الأحوال فإن هذا المفهوم يتضمن حركةً وتحريكا لأوضاع المجتمع القائم ووتيرة مسيرته السائدة إلى صورة مغايرة. وقد تتم هذه الحركة بصورة جزئية في سياسة معينة مثل الإصلاح الضريبي،

أو في قطاع مؤسسي كالإصلاح الثقافي أو التعليمي أو الاقتصادي، وقد تكون في (رؤية) شاملة تمتد إلى معظم قطاعات المجتمع.

وقد تتخذ تلك الحركة ثلاثة مسارات أو توجّهات رئيسية هي: تحريك الحاضر لكي يتطابق مع توجّهات (ماضويّة) اختفت ويُراد إحياؤها وتنشيطها، وقد تكون: حركة ترميم أو - تجميل - لبعض التوجّهات الراهنة (الحاضرة) في محاولة لصيانتها واستمرارها، وقد تنطلق العملية تغييرا (إستراتيجيا) مغايرا نوعيا للأحوال والمسارات المجتمعية الراهنة. وإحياء الماضي كمنهج للإصلاح (يتصوّر) أو يتوهّم في مخيلته عودة ماض ٍ مبرّء من عيوب الحاضر ونقيا مصفّى إلى درجة (القداسة) - كما فعلت حركة الإخوان المسلمين في مصر - والتي تخيّلت أن الحلول والإجراءات التي (حكمت) مؤسسات قديمة تصلح لعلاج مشكلات الحاضر. لكنّ مثل هذا التصوّر (لوْ) تمّ تطبيقه لأحدث مشكلات كارثية في الواقع المُعَاش. فهو يؤدي إلى نشوء صراعات مختلفة في المجتمع ويؤدي إلى معارضة شديدة ولو تمّ كتمانها. معارضة لا تعترف بقوانين المجتمع المدنيّ باعتبار أن (البشر) غير قادرين على إنتاج الحلول وضبط الخارجين عنها.

متناسين أن الله تبارك وتعالى قد عَهِدَ بالأمانة وهي الرسالة الإلهية إلى البشر. مما يعني أن الله هو الوحيد القادر على معرفة وقوة ووتأمل الكون وتدبرّ آيات الله. كما أن ردّ أميركا على هجمات 11 أيلول كان مدمّرا.

وكان إلى جانب ذلك مستندا على خلفية سينمائية اختلقها (جورج دبليو بوش) الذي نطق بلسانه إنه (ما لم تسلّم أفغانستان المطلوب رقم 1 وهو أسامة بن لادن لأسويّنَ جبالها بترابها وأشجارها بمستنقعاتها وأشنها حربا صليبية لا تُبقي و لا تَذَر..) إلخ. والمعروف أن الدين الإسلامي هو: ثقافة توطّد حضورها في مجمل العالم لكونها رسالة تدعو إلى قيم ٍ مثل (العدل والمساواة والحق والخير والجمال ومساعدة الإنسان لأخيه الإنسان وعدم الإنتهازية و نفي الغرائز المدمرة وعدم الاعتداد بالنفس وتضخيم الأنا) وكلها قيم يدّعي الأميركان أنهم يملكونها ويطبقونها ونحن نرى ماذا يطبقون!. إن نقطة ضعف أميركا هي إسرائيل مثلما أن نقطة ضعف إسرائيل هي أميركا.

وكلمة (الثقافة) ليست محصورة في القراءة والكتابة والمعاهد المتخصصة وليست هي الشعر والمسرح والرواية والقصة،, إلخ. إنها مجمل إنتاج مجتمع من الإبداع والتفكير والصناعات والتي تشترط أهمية وجوْدة أي سلعة ثقافية قبل الشروع في تسويقها.

أيْ قبل اختبارها على الأرض. وتفوق الغرب التقني لم يجعل اليابان وكوريا والصين تخنع له. بل إنها جارته بل وتفوقت عليه. ذلك لأن الإيمان بالجذور المكوّنة لشعب أو لشعوب كبيرة كالشعوب الإسلامية ينبغي أن تسير كما سار الرعيل الأول من المسلمين.

حيث الذين (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).

ولكننا حين نعود إلى أنفسنا بصدق نجد أن العيب هو في المسلمين وليس في الإسلام. نجد أنفسنا مملوئين بالتخاذل ومؤلفين بارعين للذرائع، وهذا ليس طبعا متأصلا فينا ولكنه نتيجة مرارات فظيعة تذوقها العرب المسلمون وليست آخرها قضية (إغتصاب) فلسطين ولا احتلال العراق ولا ما يجري في مصر الآن هو شكل من أشكال المؤامرة إذْ تجنبت أميركا الإعتراف بثورة التصحيح في 30 يونيو الماضي. بل أصرّ أوباما على اعتبارها (انقلابا عسكريا) حتى مرّ يومان فقيل له وقال هو لنفسه إن إغتصاب حقّ شعب يتكون من 80 مليون إنسان هو أصعب نوعيا وإستراتيجيا وسوف يجرّ الثائرين لإحتقار وبغضاء ما تسمى بأميركا.

وليس المهم فقط هي: مصر. بل إننا نحن سينتابنا القلق على ما سوف تفعله أميركا ضدنا أو ضد أشقائنا العرب والمسلمين. أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو التواب الرحيم.

hjarallah@yahoo.com - alhomaidjarallah@gmail.com
حائل

نظرة ما
معنى الإصلاح ومعنى الضعف!!
جارالله الحميد

جارالله الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة