فاصلة:

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ (185) سورة البقرة

لو أن رمضان في حياتنا فرصة لاستثمار الخير وفرصة للتغيير الحقيقي ومراجعة النفس لما صار حال رمضان وكأنه فقط شهر عبادات وليس سلوكيات، أو شهر تمضية الوقت في متابعة الفضائيات.

سأحدثكم عن نموذج موجود بيننا، فعلى الرغم من أنه رمضان وتجده يصلي في المسجد صلاة التراويح ويختم القرآن الكريم أكثر من مرة، إلا أنه قاطع للرحم أو عاق لوالديه أو يمارس العنف في أسرته.

وفي يومياته أكثر من موقف عدائي في الشارع أو العمل أو في المنزل.

والمفارقة أنه دوما يذكر الآخرين بأنه شهر رمضان ولا يجوز الكذب أو الغيبة بينما يعتبر سلوكياته الخاطئة في حق الغير هي حقه في التعبير عن مشاعره الغاضبة.

رمضان ليس برمضان عند أولئك الذين يعتقدون أنه شهر عبادات فيبذلون جل وقتهم في العبادات التي رغم أهميتها لا تغني عن التعاملات الإنسانية وضرورة أن تكون السلوكيات مطابقة لتعاليم الدين الذي أرسل نبيه ليتمم مكارم الأخلاق.

مؤسف أن يقضي المرء من وقته الكثير معتقداً أنه يستثمر في دنياه لآخرته بينما لو فكر فقط لاكتشف أن الله سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى صومه أو صلاته إنما هو المحتاج إلى رضاه والتقرب إليه ليس بممارسة العبادات فقط وإنما بممارسة الأخلاق الفاضلة.