لم تدهشني النقلات النوعية التي تشهدها مكتبة الأمير سلمان العريقة بجامعة الملك سعود، ذلك لأنها وضعت هدفها مكتوباً على لوحة تقابلك حين تدخل المكتبة، وتقول: مكتبة الأمير سلمان قدرها بإذن الله أن تكون مكتبة جامعية عالمية، وهو هدف جعل المكتبة لا تتطور تطوراً رتيباً، بل أتاح لها أن تقفز نحو هدفها قفزات هائلة.

إن من أهم الخطوات التي خطتها المكتبة هي مواكبتها للنمو المعرفي المتصاعد، والرغبة العلمية الجامحة لروادها، والحقل البحثي الذي ينضم إليه المئات كل عام، بفضل التوسع الملحوظ في برامج الدراسات العليا، والنشاطات البحثية المتزايدة في الجامعات السعودية، ومن أبرز ملامح هذه المواكبة أن جعلت المكتبة دوامها يمتد إلى الساعة الثانية عشرة ليلاً، بعد أن كانت تغلق نحو الساعة التاسعة مساء، وهو ما يتيح للباحثين وقتاً أطول لمطالعة الكتب والبحث فيها، كما أقامت المكتبة حلقة عمل عنوانها: (مهارات البحث في قواعد المعلومات)، لتسهيل عملية البحث على رواد المكتبة، وتقيم أفضل الطرق للوصول للمادة والكتب في وقت وجيز، ودون عناء كبير، وليست مقالتي هذه لذكر إنجازات المكتبة التي يحق لنا أن نشيد بتطورها السريع، غير أن مما تجب الإشارة إليه والإشادة به، في هذه المواكبة الواعية تنظيم الكتب، فقد حرصتُ على أن أتأكد من ذلك بنفسي فتابعت غير مرة الكتاب الذي أتركه على الطاولة بعد الانتهاء منه ووجدته من الغد على الرف الخاص به، وهو أمر يحمد لمنسوبي المكتبة المكلفين بهذا، الذين أجد منهم سرعة التجاوب ورقي التعامل عند الحاجة إليهم في المكتبة، يضاف إلى ذلك وفرة الكتب وتنوعها وندرة بعضها.

وبما أن كل عمل إنساني لا يخلو من شائبة فآمل أن يتسع صدر المسؤول إلى ملحوظات قد يتفق معي عليها كثير من رواد المكتبة، أولها: صعوبة وجود مواقف قريبة للسيارات، وذلك للقادمين من بوابة الكتاب، وأرى أن الدوار والنافورة القريبين من المكتبة أشياء ثانوية ومكملة، ولو جعلت مواقف لكان أفضل، فالرواد يحتاجون إلى المواقف أكثر من حاجتهم إلى منظر النافورة.

كما أن بعض الكتب وبخاصة الكتب المرجعية الموجودة في قاعة الكتب المرجعية في الدور الثالث بعضها ناقص، وأخص الكتب متعددة الأجزاء، وبعضها ذو طبعات قديمة أرى أن من الأفضل استبدالها بطبعات جديدة؛ أو إضافة طبعات جديدة إليها.

وبما أن المكتبة تشهد تطوراً ملحوظاً، فإن مما يسيء إلى جمال هذا التطور أن تكون (دورات المياه) بالمكتبة في مستوى لا يرقى إلى مستوى سائر مرافق المكتبة، بل إنها أشبه ما تكون بدورات المياه التي نراها في محطات الطرق السريعة، وآمل من سعادة العميد الذي شهدت المكتبة في عهده تقدماً يستحق الإشادة، أن يوجه بسرعة ترميمها على غرار ما نجده في مكتبة الملك عبد العزيز في المربع.

وهذه الملحوظات على أهميتها لا تغض من قدر هذه المكتبة التي تابعت تطورها منذ عام 1429هـ حتى 1433هـ، ولكن الطموح في أن تكون المكتبة على مستوى يليق بمكانة الجامعة العلمية يدفعني لكتابة هذه النقاط، والله الموفق.