Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 25/07/2013 Issue 14910 14910 الخميس 16 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن وجود خلل منهجي في علم الإدارة التقليدي وهو التركيز في تقييم المديرين التنفيذيين على الأهداف والإنجازات التي يحققونها دون مكافأتهم على جهودهم وقدراتهم على تجاوز المحن والمخاطر. يقول مارشال قولد سميث إن منهج التقييم والمكافآت في معظم المنظمات الإدارية مبني على تقدير الأعمال التي يؤديها العاملون. فنحن نحصل عادة على مكافآت على الأعمال الجيدة التي نؤديها ولكننا في معظم الأحيان لا نكافأ على الأعمال السيئة التي لا نقوم بها أو على المحن والمخاطر التي نتجاوزها. على الرغم من أن الاثنتين تمثّلان وجهان لعملة واحدة. انتهى كلامه.

ربما أن السبب في تجاهلنا لمكافأة المديرين على عدم عمل الأشياء السيئة أو تجاوز المخاطر يعود لأنها أمور يصعب في الواقع سبرها والوقوف عليها من جانب ولا تحقق منفعة مباشرة يشعر بها جمهور المستفيدين من جانب آخر.

تصور مدير جنب المنظمة أو المجتمع - في سنة من السنين - مخاطر أو أخطاء جسيمة لو وقعت فيها المنظمة لأدت إلى خسائر كبيرة على المستوى الكلي والجزئي ولكنه لم يحقق في تلك السنة إنجازات تذكر. آليات تقييم الأداء الحالية ستضعه في أدنى درجات السلم متناسية بذلك المخاطر الجسيمة التي جنبها المنظمة.

خلال فترة الركود التي واجهها الاقتصاد الأمريكي في عامي 2007 و 2008 سقطت شركات وبنوك عملاقة تعايشت مع الهزات الاقتصادية على مدار أكثر من مئة عام، في الوقت الذي تمكنت فيه شركات أخرى من مواجهة العاصفة وأبحرت إلى بر الأمان، بل ربما حولت التحدي إلى فرصة لتحقيق مكاسب لجمهور المستفيدين، (على نظرية الفرص تولد من رحم الأزمات).

شركاتنا المحلية الآن تواجه تحد من نوع آخر وهو تحد سوق العمل وتنظيم العمالة الأجنبية. وهنا نلاحظ أن البعض من تلك الشركات مال إلى الاستسلام واكتفى بالتذمر من الواقع والشكوى من المآل وأصبح يواجه المستجدات بردود الأفعال وكثرة القيل والقال، بينما نجح آخرون في التعايش مع الواقع وتحويل التحدي إلى فرص عملية والتحرك بسرعة وبخطى واثقة إلى الأمام. وقد يحقق هولاء إنجازات نوعية.

ونظراً لأن الفترة الحالية مليئة بالتحديات والفرص فإن المهمة الأساسية للقائد الإداري لا تقتصر فقط على تحقيق الإنجازات أو الأهداف المرسومة، بل في تجنيب المنظمة من الوقوع في مخاطر ومنزلقات العصر وتحدياته، بل وتحويل التحديات إلى فرص والقدرة على الجمع بين محوري الأداء في العصر الحديث أعني العمل بروح المبادرات (proactive ) وتجنب الوقوع في الأخطاء والمخاطر. يقول لاعب الشطرنج الروسي إن الأخطاء موجودة دائماً بانتظار من يقع فيها.

أنا على يقين بأن القادة التنفيذيين في وطننا الغالي على اطلاع كامل بتحديات العصر ومستجداته على المستوى المحلي والدولي. وكل ما أردت التذكير به هو أن علينا نحن جمهور المستفيدين أن لا ننسى أو نتناسى مكافأة أولئك الذين لم يحققوا إنجازات نوعية ولكنهم تمكّنوا من تجنيب منظماتهم من الوقوع في منعطفات خطيرة.

والله من وراء القصد.

@falsultan11

تجنب المخاطر مقدَّم على تحقيق الإنجازات
د. فهد صالح عبدالله السلطان

د. فهد صالح عبدالله السلطان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة