Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 26/07/2013 Issue 14911 14911 الجمعة 17 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

نحضر صلاة التراويح ونستمتع لآيات من الذكر الحكيم باستمتاع وخشوع وروحانية لا يشوهها إلا بعض المفردات التي يدعو بها إمام المسجد ويؤمِّن عليها المصلون مشتملة الدعاء على العلمانيين والليبراليين الذين بزعمهم ينادون بخروج المرأة للعمل والتبرج!

وتحمل تلك الأدعية عبارات مستفزة وقاسية تدعو للكراهية ونبذ الآخر! وما ضرَّ الإمام لو دعا بالهداية بعبارات جميلة لكل ضال أو عاص أو مخالف لوجهة نظره؟!

إن تأصيل الكراهية وإطلاق العبارات التي تثير الضغينة وتوغر الصدور تسبب فجوة بين أبناء الأمة الإسلامية التي شاء الله لها الاختلاف رحمة بها وليس غضباً عليها وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدة، ولا يَزالونَ مُخْتَلِفِينَ .

وما يمارسه بعض أئمة المساجد يزاوله بعض الكتاب والصحفيين والدعاة والوعاظ لمجرد الاختلاف معهم، ويتجاوزه بعض الناس المختبئين خلف شاشات أجهزتهم بإثارة النفوس تجاه من يخالفهم فحسب! بل يتعداه بمراحل حينما يطالب بقطع رأس فلان لأنه سخر بتصرفات فردية لبعض المتشددين!!

ونحن نسلم بأننا مسلمون نؤمن بالله رباً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً، هذا الرسول الذي كان يذوب شفقة على بعض أفراد عشيرته المشركين الذين يعبدون الأصنام، وكان يدعو لهم ولم يدعُ عليهم قط! وهو القدوة والمثل الأعلى الذي عانى من الظلم والاعتداء والتشكيك والتكذيب برسالة الله لقومه، وبرغم ذلك لم يعاملهم بالمثل.

إن التسامح مع العنف اللفظي يفضي لتمادي الناس فيه، لاسيما حينما يصدر ممن نرتئي فيهم الخير ونتوسم منهم الصلاح وافتراض استيعاب الآخر وسعة البال، سواء بما وهبهم الله من علم أو فكر أو عقل.

ويبدو أن المجتمع يشارك في استمرار هذا العنف عندما يشجع من يمارسه ويصفق له ويطلق عبارات لا تقل عنفاً مثل (لله درك، لقد ألقمته حجراً) وكأنهم أعداء لا تجمعهم عقيدة واحدة وليسوا سوى خصوم بالأفكار والتصورات والآراء فحسب!

وقد ورد في كتب الأدب الرفيع أن رجلاً شتم أحد الصالحين، فالتفت الرجل الصالح إلى الرجل الشاتم، وقال له: هي صحيفتك فاملأها بما شئت!

فلنعد لتقليب صحائفنا ونرى ما حوته من عبارات سواء شكراً لمن قدم لنا معروفاً، وامتناناً لمن ضحى من أجلنا، وصفحاً للذين آذونا وجرحونا، وصبراً لمن لا يزالون يسيئون لنا، واحتساباً لمن يمضغون لحومنا غيبة ونميمة، ويَلِغون في أعراضنا، وسلاماً لمن نشاركهم فيكثرون اللغو ويقلِّبون أوراق البشر ذمّاً وقدحاً، ونحرص أن نكون كراماً نترفع عن مقابلة الإساءة بمثلها!

جمّل الله صحائفكم بالإحسان.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
صحيفتك، املأها بما شئت!!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة