Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 26/07/2013 Issue 14911 14911 الجمعة 17 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

قصة قصيرة
بائع الأزهار

رجوع

ما إن خرجت الفتاة العمياء من دكانه لبيع الزهور أخذ يتحسس بيده ما تبقى من أعواد الأزهار وقصاصات الأشرطة التي عقد بها الباقة.

- لم أشاهد وجهكِ الملائكي؛ ولكني ألبسه في قلبي كقناع أرى من خلاله الجمال كله... أعرفك من بين كل زبائني!

حتى حين تقرعين الأجراس الصغيرة المعلقة على باب الدكان فهي تصدر في قلبي بشرى قدوم الربيع خلسة من وراء الصيف الرطب الجاثم خارج الدكان!

أقسم بأني رأيتُ عينيك اللتين أشبعتا بلون عسل أزهاري التي أبيعكِ إياها...

ليتني أخبرتك بحبي قبل أن تغادري، سأركضُ خلفكِ سأصطدم بكل الأشياء وسأجمع أزهاركِ التي تخلفينها وراءك في الطريق... سأقتفي رائحتها... كأني أراكِ تقفين على شرفة منزلكِ، سأتمنى حينها أن أكون مثل كرم العنب أتسلق الجدران كي أصل إليكِ و ألمس يديكِ المخمليتين...

أخذ يتحسس الدببة الحريرية المصفوفة في ركن الدكان.

- ياااه ضفائر شعركِ ناعمة كملمس هذه الدببة!

سأبوح لها بحبي حين تأتي...ولكن هل ستقبل بأعمى مثلي

جاءته بعد مدة، سمع وقع خطواتها وهي تتقدم حتى سمع صوت أنفاسها...

- أريد منك تنسيق الورد الأبيض والأصفر.

وبجرأة غير عادية خرجت من أعماقه زفرة كان قلبه ينبض بشدة

و يتدفق منه سيل العشق بحرارة...

- سيدتي، لطالما أنرتِ لي قلبي بنور وجهكِ المزهر، فغدوتِ سيدة أزهار الدكان، أنا أحبكِ...

بقيت صامتة وأعطته بيد مرتجفة ورقة وغادرت مسرعة.

-ياااه، ألا ترين أني أعمى ولا أبصر سوى نور وجهك الجميل،

سخرتِ مني وانتزعتِ قلبي ورميت به في الطين...

راح يمشي للخارج برجل متعثرة، إنها المرة الأولى التي يشعر فيها أنه أعمى ولأولِ مرة يرى الظلام، فراح يصطدم بأشياء المحل،

داس سلاسل الزهور التي صفّها في الأرض فتشوه جمالها، لم يكترث لها..

وهو خارج المحل تعثرت قدمه وسقط على الأرض أسرع إليه جاره البائع وأعانه على القيام...

- أرجوك اقرأ لي هذه الورقة.

قال - (كما تراني لا أبصر، اعتقدتَ أني لم أر باقات الأزهار التي لطالما نسقتها لي، أنت مخطئ فكم كانت جميلة، لم أشعر بأني أنثى إلا منها، ولكن بقيتُ انتظر أن تجود عليّ يوما بزهرة حمراء من بستان روحك، أحببتُ أن أشكرك... أحبك).

سمع رسالتها خرجت منه زفرة حارقة وعاد وهو يردد : آه يا حبيبتي المسكينة، أنا أيضا أعمى، أنا أعمى...

- موسى الثنيان

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة