Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 29/07/2013 Issue 14914 14914 الأثنين 20 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

السؤال الذي يمكن للمجتمع أن يطرحه على فناني “الكاريكاتير” يتمثل في أسباب انحيازه إلى تحولات النقد؟، ولماذا بات أداة حادة للمكاشفة، وتقييم المواقف وشرحها ببعض الكلمات والنصوص اللاذعة؟ في حين أنه وحينما برز قبل عقود على أيدي مؤسسيه الكبار قُصد فيه التسلية من خلال المبالغة في رسم الشخصيات والوجوه والتعابير والملامح الإنسانية.

ومع أن التعريفات التي لا يكل من ترديدها أهل هذا الفن أو يملوا أنهم يرون رسالة فن الكاريكاتير بوصفها حالة من اجتماعية هادفة، إلا أنه مع سبل التطور لهذا الفن لم يتوقف عند حدود هذه الفكرة، فبات اليوم نقداً لاذعاً لكل شيء في حياة الناس، وتفاصيل جدلهم، لا سيما حينما يطرق دهاليز السياسة، ويغوص في أبعاد غامضة وغير مرئية، قد تسبب في مواجهة أو صدام من يُنتقد أو يُعرَّض فيه.

ومع هذا التحول النوعي لحالة الكاريكاتير إلا أنه ينحو هذه الأيام منحى العمل التقني الذي يعتمد على الحالة الافتراضية، أو الريشة الإليكترونية وهناك من يقسم هذه الفئة الفنية إلى قسمين مختلفين ومتباينين في التعاطي مع الواقع الذي يحتاج إلى مزيد من النقد والتقويم، فواحد على الحياد والهامش، وآخر صارخ ومشاكس تدفع ريشته ثمناً غاليا لما قد يرى أنه تجاوز أو خروج عن أنماط السائد.

ومع أن رسالة هذا الفن تتلخص في اقتفاء حساسية فن السخرية، أو النقد الموارب، إلا أن هناك من أهل هذا الفن ورغم حضورهم المميز يواجهون معوقات تعترض هذا الطريق، وأبرزها أن الكثير منهم لا يزالون يجربون.. فكيف إذاً تنتظر منهم أن ينتقلون بفن الكاريكاتير من معطيات الهواية والتجريب إلى واقع النضج والمسؤولية؟

أما من يرى فن الكاريكاتير بوصفه صناعة مربحة تدر بعض المكاسب المادية فإن الأمر مرهون بقوة العقد والنظام المالي لتلك المؤسسات التجارية والشركات العملاقة في مجال الاستهلاك اليومي التي تسخر غالباً ريشة الفنان وقلمه لخدمة منتج ما، حتى تصبح الفرصة ذريعة لرسم ما تتطلبه حاجة الطرف الآخر من معادلة الحياة اليومية في مختلف ألوانها وإرهاصاتها وطرائفها التي تكون غالباً مادة غنية لرسام الكاريكاتير.

الأمر الصعب أنه حينما يكون هذا التعالق بين رسام الكاريكاتير وشركات الإنتاج الاستهلاكي هي من قبيل التشجيع على النهم اليومي في ملاحقة السلعة، وهذا ما يرفضه الفن الجاد والملتزم بقيم النقد، أضف إلى ذلك فإن البعض من هؤلاء الفنانين صرحوا في حوارات ولقاءات كثيرة أنهم لا يجدون الدعم من القطاعات الأخرى إلا بحجم ما يقدموه من تنازلات وتبسط في الرسم حتى حدود العادية.

وما أوقع فن الكاريكاتير في مأزق الهامش والظل في العمل الإعلامي هذه الأيام أنها تكرست منذ عقود نمطية أن يكون الكاريكاتير من قبيل الضيف العابر، بل أصبح يتلاشى على مستوى العالم حتى أن هناك من يشير بحزن إلى أن هذا الفن للأسف بات يكتب وصيته الأخيرة.

يعاب على فن الكاريكاتير أنه بلا رواد وأساتذة، فمنذ ناجي العلي -رحمه الله- وهذا الفن بلا أساتذة، وبلا رواد، ولم نرى أي نهوض ممكن في هذا الفن على نحو مطبوعة متخصصة، أو أكاديمية تعزز وجوده وبقائه.. فكم نحن بحاجة إلى هذا الفن الراقي لأن الجميع يثق بقدرته على النقد الساخر والتسلية الهادفة.

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
فن «الكاريكاتير» إلى أين..؟!
عبد الحفيظ الشمري

عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة