Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 30/07/2013 Issue 14915 14915 الثلاثاء 21 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

المحبطون كائنات حية، لكنها غير مجدية، وغير فعَّالة، وغير نشطة، وغير بهية، وبها أذى، وتحب النكوص والتقهقر والإعاقة، هم مثل بيداء قاحلة، ومثل شمس حارقة، ومثل بئر مهجور عتيق، عرجون قديم، وشجرة يابسة، عندهم توجسات مخيفة..

ورؤى ضبابية، لديهم قصور، ولا عندهم بعد، قمرهم غير مضيء، وتلالهم غير عالية، ولا يعرفون الربيع، أعمالهم متشابهة، مثل قطعان البعوض، ينتشرون تحت جنح الظلام، لا يعرفون اليقظة، ولا البيادر، ولا موسم الحصاد، ولا مهرجانات الفرح، يهاجرون دائماً من أنفسهم لأنفسهم، لديهم ضائقة، ولا عندهم اتساع، ولا حلم، ولا مخيلة، ولا همة، ولا يعرفون عوامل الترقية، ولا مقومات التطلع، تفوح منهم رائحة الكسل الممنهج، لا يعرفون النور، ولا انبلاج الصباح، ولا لغة العمل، ولا كيف يكون الإنتاج، يرمقون العشب، لكن لا يستطيعون أن يزرعوا العشب، مفلسون، في عيونهم عتمة، انطفأت عندهم كل الشموع، يجلسون تحت السلالم، لأنهم لا يعرفون كيف يرتقون السلالم، ينامون على مضض، ويصحون على مضض، سائرون بلا هدى ولا صواب، لا يعرفون الحقول، ولا الخيول، ولا مصابات الجداول، لا يفرقون بين الوردة والشوكة، وبين البحر والبحيرة، ولا بين المدار والمدار، متوارون خلف التكلس، يجيدون نسج حكايات الإحباط، ورسم الدهاليز المظلمة، وقرصنة البهاء،وحياكة الدسائس والضغائن، وإشاعة الخرافات، وقصص البؤس، ومفردات الهزيمة، وكلام الخراب، ويمتهنون هواية الغباء، كالغربان، في أرواحهم غل وشح، وفي أجسادهم بلاء، وعقولهم فيها بلادة، نباتاتهم واهنة، وأسمالهم بالية، وغيومهم حبلى بغير المطر، وهوائهم غير عليل، لا يعرفون كيف يحولون التراب إلى بهاء، بل البهاء إلى تراب،نوافذهم مغلقة، يهوون لون الرماد، والخريف من الفصول، والقحط من المواسم، مهووسون بالركض نحو الوراء، ومفرطون بهاجس الظن، لا يحبون علو الجبال، ولا ازدهار الأمكنة، ولا عندهم فضيلة امتلاك البياض، ولا هواية احتواء التحدي، ولا حتى تخيل فراشة، ولا دأب نملة، المحبطون مثل الأشباح يحاولون أن يسلبوا من الجميع ذائقة الحياة، ولون الفرح، وطعم السعادة.

ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready @

هذه الكائنات
رمضان جريدي العنزي

رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة