Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 31/07/2013 Issue 14916 14916 الاربعاء 22 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

يقال لكي تفهم حاضر المجتمعات فلابد أن تفهم ماضيها التاريخي..

في مراحلي الدراسية المبكرة لم تكن تستهويني مادة التاريخ، وفي هذا السياق أتذكر حكاية طريفة حدثت لي أثناء دراستي في المرحلة المتوسطة (السنة الثالثة على الأرجح).

كانت مدرسة التاريخ - رغم شبابها وحيويتها- إلا أن حصصها كانت مملة جداً، حيث تعتمد على تحفيظ المادة سطراً سطراً. تبدأ الحصة دائماً بشكل روتيني تدخل الفصل ثم تلقي التحية، تتجه إلى السبورة، تكتب عنوان الدرس ثم عناوين جانبية أدناها.

ثم تبدأ بسرد ما بذاكرتها فقرة فقرة وكلما أنهت فقرة عادت لتطلب من واحدة أو أكثر من الطالبات إعادة استظهار ما ذكرته وتحدثت عنه، وهكذا حتى ينتهي الدرس.

ذات يوم دلفت إلى الفصل وقامت بنفس الحركات الروتينية المعتادة، كان الدرس عن (الدولة السلجوقية)، الاسم ذاته كان ثقيلاً ومملاً!

طفقت تسرد لنا نشأتها وموقعها وحروبها وهلم جرا..! وقد بدأت بالحديث عن نشأتها، كنت في المقعد الثالث على يسار المدرسة حسب اتجاه نظرها وهي تقف أمامنا، وفي المقعد الأول المقابل لها مباشرة كانت هناك طالبتان بينهما صلة قرابة، فيما يبدو كان ثمة أمر ما يشغلهما فانهمكتا طوال الوقت بحديث هامس متواصل بينهما يعلو حيناً ويخفت حيناً آخر، ولأنني كنت في الخلف فقد لفت انتباهي وضعهما وكنت ألمح نظرات المدرسة وهي ترمقهما بشيء من الانزعاج والضيق الذين كانت تحاول إخفاءهما..

أما أنا فقد كنت في عالم آخر أرقب الاثنتين بتركيز شديد وأحدث نفسي: الويل لهما، متى تكفان عن هذا الهمس، إنهما لاتتابعان شرح الدرس وربما تسألهما الآن ولن تعرف أي منهما الإجابة، ليتني كنت قريبة منهما لكنت نبهتهما لذلك. انتهت المدرسة من شرح الفقرة، وكما توقعت ألقت سؤالاَ إلى إحداهما كي تعيد ما شرحته، وقفت الطالبة كما التمثال، محرجة، لا تعلم ماذا تقول ولم تنبس ببنت شفة، ثم طرحت السؤال ذاته على الأخرى فلم تجب، ثم... الأمر الذي لم يخطر بذهني إطلاقاً أنني كنت الثالثة التي تتلقى السؤال، كدت أُصعَق، يا للكارثة..! لقد كانت تختلس النظر إلي طوال الوقت، وتدرك تماماً انشغالي عن متابعتها، حينها فقط تذكرت أنني واحدة ضمن هذا الفصل، قاتل الله (السرحان)!.

شعرت بكثير من الارتباك والحرج، لكن الموقف انتهى ولله الحمد على خير حيث اعتذرت لها واعتذرت الطالبتان بدورهما وتعهدنا لها بأن لا ننشغل عن هذا السرد (مهما كان مملاً!).

واليوم كلما تذكرت ذلك الموقف استغرقت في الضحك رغم أنني لحظتها كنت في موقف حرج لا أحسد عليه.

فجرٌ آخر
حكايـة
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة