الجزيرة - نواف المتعب:

في ظلِّ غلاء الأسعار وارتفاع تكلفة المعيشة خلال السنوات الماضية بسبب الأزمة الماليَّة العالميَّة، التي اجتاحت العالم ولم تسلم منها حتَّى الدول الكبرى.. اتجه المتقاعدون مجدَّدًا للبحث عن فرص عمل جديدة لتعزيز مداخيلهم الماليَّة لمواجهة ظروف ومتطلبات الحياة وارتفاع وتيرة أسعار السلع والإيجارات وما صاحبها من ارتفاع في الخدمات الأخرى.

وعلى المستوى المحلي قد يكون المتقاعدون هم الأكثر تضررًا من ارتفاع الأسعار خصوصًا من لا يمتلكون سكنًا، فباتت قيمة الإيجار هاجسًا يقلق مضاجعهم في ظلِّ ضعف راتبهم التقاعدي.

وقالت جمعية المتقاعدين لـ»الجزيرة»: دعمًا لهذا الاتجاه قمنا من خلال شراكتنا مع مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص من خلال الاستفادة من خبرات المتقاعدين بتوفير مئات فرص العمل لهم خصوصًا لِمَنْ يبحثون عن (باب رزق) آخر بجانب الراتب التقاعدي.

ووقعت الجمعية اتفاقيات خاصة بعمل المتقاعدين وقد حصل الكثيرون منهم على وظائف. وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الفريق متقاعد عبد العزيز هنيدي: إن المتقاعدين الذين تقل رواتبهم عن 7000 ريال ولا يمتلكون منزلاً يعانون أشد المعاناة في ظلِّ ارتفاع الإيجارات خلال الخمس سنوات الأخيرة وتبع ذلك ارتفاع في الأسعار شمل كل الاحتياجات الأساسيَّة.

وأضاف: هناك نماذج كثيرة لمتقاعدين، يأتون إلينا في الجمعية يعانون من ضيق الحال ونضطر لمخاطبة الخيرين ورجال الأعمال لمساعدتهم.

وطالب هنيدي الجهات المعنية بالموافقة على أن يكون الحدّ الأدنى لراتب المتقاعدين 4000 ريال إضافة إلى العلاوة السنوية المرتبطة بالتضخَّم وذلك لمساعدتهم والإسهام في رفع الصعاب الماليَّة التي يواجهها المتقاعدون.

ونوّه الفريق الهنيدي بالاهتمام والرعايا التي يحظى بها المتقاعد في المملكة من لدن خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع، إضافة إلى ما نلقاه من متابعة من الرئيس الفخري للجمعية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخليَّة، الذي اجتمع معنا ووجهنا بالعمل الدؤوب في كلِّ ما من شأنه خدمة المتقاعدين والمتقاعدات بالمملكة.

وفيما يتعلّق بتوفير فرص العمل للمتقاعدين والمتقاعدات يقول مدير عام الجمعية الدكتور عبدالرحمن الشريف: إنهَّم تواصلوا مع عدَّة جهات حكومية وخاصة، بهدف الاستفادة من خبرات المتقاعدين المنتسبين، مبينًا أن الجمعية لديها برنامج لتسويق خبراتهم تحرص من خلاله على إيجاد فرص عمل حقيقية للراغبين في الالتحاق بالوظائف مجددًا.

وأوضح الشريف أن الطَّلب على الكفاءات المتقاعدة يعكس الفائدة المتعاظمة للخبرات المتراكمة للمتقاعدين والمتقاعدات، منوهًا بضرورة تواصل المتقاعدين والمتقاعدات مع الجمعية وتزويدها ببياناتهم وسيرهم الذاتية لإضافتها لمجموعة الخبرات التي تقوم الجمعية بتسويقها.

ورأى أن توفير فرص العمل يمثِّل جانبًا مهمًا من الخدمات التي تقدمها الجمعية لأعضائها من المتقاعدين والمتقاعدات.

يذكر أن جمعية المتقاعدين قد أكَّدت مؤخرًا بأن الطَّلب على توظيف المتقاعدين والمتقاعدات تنامى خلال الفترة الماضية بهدف الاستفادة من خبراتهم المتراكمة وتجاربهم في القطاعات المختلفة وهناك العديد من الجهات تواصلت مع الجمعية لتوظيف متقاعدين لديها في مختلف القطاعات خصوصًا في مجال قطاعات الهندسة والاستشارات والمجال الطبِّي والعلمي ومهن الحراسات الأمنيَّة وقد تَمَّ تأمين تلك الوظائف.

وقالت الجمعية: إنها تحرص بشدة لتوفير وظائف لأعضائها الراغبين في ذلك.

ودعت جميع المتقاعدين الراغبين في الالتحاق بوظائف إلى التواصل معها وإرسال سيرهم الذاتية أو إدخال بياناتهم ومعلوماتهم على موقع الجمعية الاليكتروني للاستفادة منهم عند الحاجة، وتعلن الجمعية عن الفرص المتاحة عبر موقعها على الإنترنت ووعدت بأنّها ماضية في سبيل توقيع المزيد من اتفاقيات التعاون مع الجهات التي تَتهيَّأ لها فرص عمل للمتقاعدين.