Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 31/07/2013 Issue 14916 14916 الاربعاء 22 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

ما هذه المصائب التي يجلبها شبابٌ صغار في السن على أنفسهم وعلى أسرهم ومجتمعهم !؟

كثيرٌ منهم مراهقون لازالوا على مقاعد الدراسة في المرحلة المتوسطة أو الثانوية، وبعضهم أطفال لم يتجاوزوا المرحلة الدراسية الابتدائية! ومع ذلك يرتكبون جرائم تقشعر لها الأبدان تشبه تلك التي لا يمكن أن تحدث إلا في عالم الخيال والسينما!

لقد استيقظتْ محافظة حفر الباطن قبل أيام على جريمة قتل عبثية حدثت بسبب مشادة بين مجموعة من الشباب، بعضهم من المحافظة وبعضهم من خارجها، قيل إنهم كانوا يمارسون هواياتهم الجنونية في التفحيط والتنافس العابث. وقد سقط قتيل وتعرض آخرون لإصابات!

في السابق كانت الحوادث المميتة تحدث بسبب تهور الشباب في قيادة السيارات وما ينجم عن ذلك من تصادم وانقلاب، لكن ما حدث في حفر الباطن كان قتلاً بالرصاص أثناء ممارسة التفحيط مثلما حدث في الدمام في العام الماضي عندما أطلق أحدهم الرصاص من رشاش.

أخشى أن يكون حمل السلاح من قبل الأطفال والمراهقين والشباب قد أصبح ظاهرة متنامية في بعض مناطق المملكة، وهي ظاهرة خطيرة تستحق الاهتمام. وقد تكون حالة شبابنا من أغرب حالات الشباب في العالم فهم يمتلكون سيارات خاصة، ويحملون السلاح و يعبثون بأرواحهم وبأرواح الآخرين، وذلك لمجرد البحث عن المتعة وقتل ساعات الفراغ.

في معظم بلدان العالم لا يحلم الشباب الذين هم في نفس الشريحة العمرية لمن نراهم يفحطون في شوارعنا بالحصول على سيارة خاصة، ولا يعرفون أي شيء عن عالم المسدسات والرشاشات إلا ما يتم تدريبهم عليه أثناء التجنيد الإجباري. أما عندنا فكل شاب، إلا ما ندر، يملك سيارة خاصة تكون تحت تصرفه ليعبث بها كيفما شاء. وبعض الشباب يسرق سيارة لكي يعبث بها ثم يرميها في الشارع عندما ينتهي منها كما لو أنها لعبة! أما الحصول على السلاح فهو مهزلة ومأساة في آن واحد!! وأول من يُسأل عن ذلك ليس الشاب نفسه بل أسرته.

ستظل مثل هذه الحوادث مجرد قصص يتناقلها الناس في مجالسهم وفي مواقع التواصل الاجتماعي ثم ينسونها لتأتي حوادث جديدة أشد بشاعة. ومن المؤلم أن لا نجد معالجات جادة لهذه الظاهرة، بل أننا لا ندري إن كانت لدينا جهة محددة تعتبر نفسها ذات اختصاص في الموضوع!

في غياب التربية السليمة والنظام الحازم الصارم ليس غريباً أن يحدث مثل هذا وأكثر، فما نراه ما هو إلا مظهر لحالة من التسيب الاجتماعي العام!!

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

على وجه التحديد
قتل.. وشباب عابث
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة