قال لي أحدهم قبل أيام: أيوب، مرت عليك 10 إجازات تقريبًا وأنت تدركها وباستطاعتك أن تعمل شيئًا فيها، فماذا قدمت؟

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، فكرت في جواب لسؤال: ماذا قدمت، فما كدت أجد إجابة لذلك سوى عملي لأشياء لا تقدر بثمن، ولا ترفعني قدرًا عند الله.

قال لي: السعيد من غيّر في مفهومه كلمة إجازة، إلى كلمة إنجاز، فإن كنت قد توقفت عن المدرسة، فلا تتوقف في أمور الخير والقرآن، ثم توقف قليلًا وأكمل: القرآن، السعيد أيضًا من استغل الإجازة في حفظ القرآن ومراجعته فوالله ستجدُ لذة في ذلك، وسعادة في حياتك، وبركة في وقتك.

أعرِف شخصًا حافظًا لكتاب الله، لو كنت تعرفه قبل حفظه والله ما كُنت تتقبل شخصه، وما كُنت ترجو منه خيرًا، وبعد أن أنعم الله عليه بحفظه وَجدت فيه تغيرًا كبيرًا، حقًا بالقرآن يرتفع الشخص ويسمو، وما أطيب من أن تٌلبس تاج الوقار ووالديك. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: «يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنتُ أُسهر ليلك وأظمئ هواجرك، وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها، فيقولان: يا رب أنى لنا هذا؟ فيقال لهما: بتعليم ولدكما القرآن».

رواه الطبراني في «الأوسط» (6/ 51).

وأخيرًا: إن حُرمت في طاعة، فانظر إلى نفسك في الخفاء ماذا تفعل، وانظر إلى أعمالك، وعُد إلى ربك بالتوبة قبل أن يُغلق الباب. جعلنا الله وإياكم مِمّن يحسنون استغلال وقتهم بما فيه خير وأجر، وجعلنا الله وإياكم ممن يشملهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم في ما رواه البخاري: عن عثمان ابن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».