Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 07/08/2013 Issue 14923 14923 الاربعاء 29 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

حين أفقد نفسي ذات لحظة أجدني ما بين دفتي كتاب..

للقراءة أثر قوي فاعل في ترتيب أفكارك وإعادة ما فقدته أثناء هرولتك اليومية..

أن تقرأ هذا يعني أن تذهب بكل ما فيك إلى فكرة بعينها تتأملها، تحللها، تتوغل في تفاصيلها، ثم تخرج منها بكثير من النتائج.. وهكذا أيضاً هي الكتابة، من الصعب أن تكتب وأنت في حالة من التوتر الذي يُفقدك القدرة ولو للحظة أن تملك قدرة على التوصل إلى رؤية واضحة لما يسكنك من أفكار، فلابد للأفكار من مظلة واحدة تنضم جميعاً تحت لوائها.

في بداية ظهور وسائل التواصل الاجتماعي أشعرنا ذلك بالسعادة فقد أصبحت الكتابة متاحة في متناول الجميع، كل من يملك فكرة ما ليس ثمة ما يمنع من طرحها..

إذاً هي الحرية ذلك الحلم الذي هو مطلب عزيز لكل إنسان يملك وعياً ورغبة في حياة كريمة أكثر رقياً..

وقد حدث أن تزامن ظهور التويتر مع الربيع العربي الذي كان أوله مبهجاً رغم ما تضمنه من زلزال سياسي واقتصادي واجتماعي لكن لم نعد نعلم آخره، أصبحنا نرى كثيراً من الأصوات المشروخة والصور المهشمة التي لا تفسر.. قد يكون لوسائل التواصل الاجتماعي - التويتر بشكل خاص باعتباره أكثر استقطاباً للأفراد وأسرع وصولاً إلى الناس- قد يكون لهذه الوسائل دورٌ في سرعة نقل المعلومة (كما ذكر نعوم تشوميسكي مؤخراً )، بما يخدم الكتّاب والمفكرين وأصحاب الرأي، إضافة إلى ذوي الأعمال التجارية كوسيلة دعائية تساعد على ترويج منتجاتهم أو خدماتهم إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي لم ولن تكون وحدها بديلاً للثقافة، حيث يظن البعض أنها كذلك، يحدث أحياناً أن أتابع ما يكتب، الكل يتحدث من كل حدب وصوب، سيل من العبارات والكلمات التي تتضمن أفكاراً متفاوتة بدءاً بتلك الأفكار المؤثرة الفاعلة ومروراً بالأفكار الروتينية والأقل أهمية، وليس انتهاء بالكلمات التافهة التي لا تقدم شيئاً، بل ربما تتضمن إساءة للثقافة والوعي وإضاعة للوقت وتشتيتاً للأفكار!.

تزامن ظهور التويتر وازدهاره مع ظهور الربيع العربي الذي أصبح الآن شتاتاً لا نعلم له أولاً ولا آخراً، تماماً كما يحدث حين تتابع على سبيل المثال مائتي مغردٍ دفعةً واحدة، يكتب كل منهم ما معدله خمس تغريدات على أقل تقدير في الساعة الواحدة، هذا يعني أنك ستقرأ ألف تغريدة مختلطة ما بين غث وسمين، تشعر بالامتلاء والاكتفاء، ليته كان اكتفاء إيجابياً وإنما عكس ذلك، عندها تغلق التويتر طلباً للراحة وابتعاداً عن ضجيج متناقض وفي داخلك صدى سؤال أو أكثر يتردد في ذاكرتك: أهكذا هو الإطار الذي أسكنه؟ هل يا ترى هذه هي صورة المجتمع؟!.

فجرٌ آخر
الشتات..!
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة