Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 07/08/2013 Issue 14923 14923 الاربعاء 29 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

بعودة يا رمضان،، بعودة يا رمضان،، بعودة يا رمضان

هل معنى ذلك أن رمضان قد يذهب ولا يعود؟

هل هذا ممكن؟! هل من الممكن أن يذهب رمضان ولا يعود؟

هل يمكن أن يحدث هذا؟

صرت أشد عباءتها وأسأل: هل صحيح أنه قد لا يعود رمضان؟ دون أن أنتظر الإجابة بدأت أنشج وأبكي: لا لا، لا أريده أن يذهب، إذا كان قد لا يعود فلن أدعه يذهب، لن أدع رمضان يذهب، كانت تقطر دموعي مع كلماتي العنيدة.

- إذا لم يذهب رمضان فالعيد لن يأتي، ومعنى ذلك أنك لن تستطيعي أن تلبسي الفستان النفاش الجديد ولا أن تضعي الشريطة الأورجنزا،

* لا يهم، هززت كتفي، يمكن أن أؤجل العيد ولكن لا أريد أن يذهب رمضان إلا أن يوعدني وعد حر أنه سيعود العام القادم!!،

هذا الحوار تبادلته مع أمي عندما كنت طفلة صغيرة بعد أن سمعت باعة الحلاوة في أواخر شهر رمضان ينادون على بسطاتهم بتلك الكلمات (بعودة بعودة يا رمضان)، ومع أنهم كانوا يطلقون نداءات محببة مرحة أخرى مثل يا حلاوة العيد يا حلاوة أو ما شابهها من النداءات إلا أن نداء بعودة يا رمضان هو الذي شد انتباهي وأثار أسئلتي.

منذ تلك الطفولة المبتعدة تعلم قلبي أن يلتفت ويتلفت ملتاعاً كلما أوشك رمضان أن يطوي أشرعته.

ومع أن تلك تجربة طفولية خاصة، فإنني أشعر أن هناك نوعاً من الإحساس بالحزن السحري الخفي المشترك بين معظم المسلمين وهم يودعون رمضان حتى لو لم يتحدثوا عن لوعة الوداع.

هل نحزن لفراق رمضان لأن رمضان يحررنا من شهواتنا وشرور أنفسنا, التي نخشى أن نعود إليها بعد أن أعتقنا رمضان منها ومن عقد الذنب تجاهها؟!,

هل نحزن لفراق رمضان لأن رمضان يوقظ ذلك الطفل الغافي في حنايانا, فيصحو ونحن نيام ويصر على الصوم حتى لو لم نصحبه للسحور بإصرار وعناد؟!،

هل نحزن لفراق رمضان لأنه يكسر روتين العادات ويعطي عنفوانا جديدا لأيامنا؟!،

هل لأن رمضان يرد الاعتبار لأعمارنا اللاهثة بما يتيحه لنا من فرص التوقف والتأمل، مراجعة الذات وإعادة الحسابات.

***

أواخر رمضان:

بأسرع من دقات القلب في لحظات ذروة المشاعر وأسرع، بأسرع من وصول الأشواق عبر البريد الالكتروني وأسرع، بأسرع من هدهد سليمان - عليه السلام - حين حمل عرش بلقيس، تمر أيام رمضان بأعمارنا عكس أعمارنا، ونحن نكاد من فرط سرعة الساعة، لا نسأل,

يلم رمضان علاماته الفارقة من شوارع المدينة ويرحل، يتركنا نعود إلى عادة القطاعة التي أصبحت سمة عمرية رائعة من سمات العصر، نعود لعادة إمساك اليد بعد بسطها في شهر رمضان، وكأن الفقراء والمحتاجين ظاهرة مؤقتة تحضر إذا ما حضر رمضان وتذهب إذا ما ذهب، نعيد كتاب الله إلى مكانه في المكتبة ولا نعود إلى ذلك الكتاب الحصين إلا لماماً، إلى حين موعد رمضان العام القادم, كل العادات التي أبطل مفعولها شهر رمضان نعود إليها بنهم مع أننا نكون قد تخلينا عنها بطيبة خاطر إكراما لهذا الشهر, يلم رمضان عبقه من هواء المدينة فتعود إلى الشوارع تلك الرائحة المحايدة التي تزيدنا وحشة من غياب رمضان، يلم رمضان السهر عن العيون وصحوة السحر وألفة الغروب التي يبدد بها رمضان عادة غموض الغروب وحزنه، يلم رمضان الأفراح الصغيرة اللا مرئية التي كان قد وزعها بعدل وأريحية على أرواحنا طوال أيامه ويذهب.

بعودة يا رمضان

Fowziyaat@hotmail.com
Twitter: F@abukhalid

بعودة يا رمضان
د.فوزية عبدالله أبو خالد

د.فوزية عبدالله أبو خالد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة