Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 07/08/2013 Issue 14923 14923 الاربعاء 29 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ليس المقصود بضمائر عنوان هذا المقال، ضمائر (اللغة العربية) فهذا ليس مقامها، بيد أن المقام، لا يعدو أن يكون، محاكاة، لظاهرهما، مجازياً، أردت إسقاطهما على فحوى المقال، الذي يتمحور حول ضمائر الإنسان، ذلك المخلوق الضعيف، الذي يحمل جوفه (مضغة) صغيرة،

إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، إنها (القلب) أو لنقل (الضمير المستتر) يقال لأحدهم، هذا صاحب قلب كبير، وهذا صاحب قلب حي، وآخر صاحب قلب رحيم، وهذا قلبه ميت، والآخر قلبه مريض، وآخر قلبه أسود، إلى غير ذلك من الأوصاف التي تحملها قلوب متعددة، يجمعها عنوان هذا المقال، فما كان منها، قلوب مؤمنة، مخلصة، محبة للخير، كانت بمفهومي (ضمائر متصلة) بالدين، والأخلاق، والأمانة، والمبادئ، يجعلها ذلك الجمع، متصلة بالعالم الأرضي، وعمارته، بالهيئة والكيفية، اللتين أرادهما الدين الإسلامي، من خلال ما جاء بالقرآن الكريم وبالسنة المطهرة، من توجيهات لعمارة الأرض ومن عليها، أما ما كان منها، قلوب تحمل الصفات العكسية التي منها ما ذكرت، فهي بالتأكيد حسب رأيي أيضاً (ضمائر منفصلة) تحمل صفات مقلوبة لا تستقيم، نتائجها سلبية، ليس على الأرض ومن عليها فحسب، بل على صاحبها، الذي لا بد أن يرى في نفسه أو ولده، صنائع يده، السابر لأغوار الحياة، وما يتخللها من مشاكل والتواءات، تشعر دون أدنى شك ولا ريب أن لها أسباباً ومسببات، لا تنزل هذه الصعوبات وهذه المشاكل والمعوقات من علٍ، بل هي ثمرة من ثمرات الفساد لا غير، والمحرك الأول لها بامتياز، هو صاحب (الضمير المنفصل) تجده في كل مناحي الحياة، ذات الصلة بالإنسان، بمطعمه، ومشربه، وصحته، وتعليمه، وأمنه ،وهلم جرا. تجده (متربع) في المشاريع الحيوية، ليخلق منها، مشاريع كرتونية، لا تغني ولا تسمن من جوع، وأكثر ما تجد صاحب الضمير المنفصل، (معشعش) في أمانات المدن وبلديات المحافظات، أما هذه فكثر منها، وحدث ولا حرج، لزخم المشاريع، وملياراتها التي تمرض القلوب قبل أن ترمد العيون، والشواهد كثيرة لا تحتاج إلى كبير دليل، يكشف سوأة صاحب الضمير المنفصل، تردي الخدمات، وسوء التنفيذ، وتكدس النفايات بشكل مقزز، وفي معظم المشاريع البلدية، هي تكفي مؤشراً لموت الضمير وليس انفصاله، ولا يفوتك أن تلف على الخدمات الصحية التي أقل وصف لها القول بتدني مستواها بصورة غير مشرفة، وأنت تعلم بالمليارات التي تصرف لها، عندئذ تقول أين الضمائر المتصلة في هذه الدائرة الواسعة؟ أم أن الضمائر المنفصلة سحبت البساط من تحت أصحاب الضمائر المتصلة، الضمائر المنفصلة تجدها متربعة بسلك التعليم أيضاً، الذي قصّته قصّة، مما جعل أصحاب هذه الضمائر، تساهم في إنتاج جيل عقيم، لا يفقه بأبجديات الثقافة، آه على تعليمأيام زمان، أيام (قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا) ليس ثمة مقارنة بين تعليم اليوم وتعليم الأمس، مع وجود الفارق في الإمكانات المادية والمعنوية والتقنية لصالح تعليم اليوم، ومع ذلك (احصد هواء.. وغمّر ماش) يكفيك بالحكم أن تقيس مخرجاتهما، خريج الثانوي في السابق، يعدل بالكفة حامل الدكتوراه اليوم، لسان طالب الأمس، يحمل مقومات النجاح ،كيف لا؟! وهو نتاج محرك، مؤثر، مخلص، صاحب ضمير متصل بالأمانة، ولو أردنا الوقوف على سير العمل في الدوائر الحكومية، ذات العلاقة المباشرة في حياة المواطن ومتطلباته الضرورية بشكل عام، لألفينا الغالب منها يتصف بالعرج، لسبب بسيط، هو انعدام أصحاب الضمائر المتصلة، وتمكن أصحاب الضمائر المنفصلة من مفاصلها، وهم من أصابها بالإعاقة الحركية، رغم وضوح الأنظمة، مما يعني بيات النية، لانفصال الضمير عن فطرته، تلك الفطرة التي تؤكد على المبادئ والأخلاق، وقبل ذلك الأمانة، التي تبرأت من حملها السموات والأرض والجبال، وحملها الإنسان، بضمائره المتصلة والمنفصلة، لكن يبقى الحظ لأصحاب الضمائر المتصلة، الحية، الأمينة، الصادقة، حظ الذكر الطيب في الأرض بين الخلق، ناهيك عما هو مدخر في السماء عند الخالق، جهود أصحاب الضمائر المتصلة، محفورة ممهورة في ذاكرة الوطن، تبقى شاهدة لهم بعد ارتجالهم وارتحالهم من أعمالهم، بعكس أصحاب الذكر غير الحسن، لا يحظون بهذا الرصيد الرصين، ويا حسرة، بقي القول أن العلاقة بين الضمائر المتصلة والضمائر المنفصلة، علاقة تنافر.. ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com

الضمير المتصل .. والضمير المنفصل!
د. محمد أحمد الجوير

د. محمد أحمد  الجوير

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة