Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 08/08/2013 Issue 14924 14924 الخميس 01 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ليس للعيد معنى إذا لم تكن أيامه مختلفة عن بقية أيام العام. عيد مميز يحمل الجديد المنتظر. الأكل والشرب والملابس الجديدة لا تميز العيد فقد اعتاد الناس عليها طيلة العام وإن كانت من المقومات التي لا غنى عنها في العيد، ولكن بأساليب مختلفة وبأشكال جديدة عما اعتاد الناس عليه في الأيام العادية.

الناس في عيدهم بحاجة للاجتماع بعد التفرق وللتواصل بعد الانقطاع وللفرح والابتهاج ورمي الأحزان والهموم في مهملات الماضي لكتابة الأسطر الأولى من تاريخ علاقات اجتماعية جديدة مطرزة بالحب والود والتسامح وسط أجواء مترعة بالبهجة، ومادام الدين قد أباح الفرح للناس قاطبة بعد صيام شهر كريم فلا بأس أن تنطلق مواكب الفرح، وهو فرح منضبط بلا اندفاع يضر بالنفس والغير، فلا حجب للفرح وإحلال الحزن بديلاً عنه وكأنما أعلن الحداد على رحيل شهر رمضان المبارك وإنما هي فرصة سانحة للنهل من عطايا الجبار والشكر له على أن منح المعيدين فضيلة صوم الشهر في وقت حرم من صيامه كثيرون إما لرحيلهم عن الدنيا أو لمرضهم فغدوا محبوسين يتمنون الفكاك لإدراك فضيلة الشهر مثل بقية الناس. الفرح بالعيد الذي شرعه الله تعبد وتقرب إلى الله ولا يجوز لأحد التحذير منه أو النهي عنه.

والفرح بالعيد ليس لصيام الشهر فقط وإنما لعودة دورة الأيام مرة أخرى يتفكر الإنسان في نفسه ومن حوله وقد زاد إيمانا ويقينا بربه وهو يتمتع بالصحة والعافية، فيستعيد ذكريات الأعياد الماضية فيحمد الله على سلامة العودة. أحباب رحلوا عن الدنيا كانوا معنا في السنوات الماضية، وأحباب قربتنا الأيام لهم مثل ما باعدت بيننا وبين من كانوا معنا في أعياد خلت إما لسفرهم أو رحيلهم إلى جوار ربهم.

في العيد نتذكر عطايا الله وهباته ومنها نعمة الأمن والاستقرار في ظل اضطرابات تعيشها بلدان مجاورة فنحمده على جزيل ما وهب وأعطى، ثم نلهج بالدعاء أن يديم على بلادنا هذه النعم العظيمة. نفرح في العيد لأننا سنفتح صفحة جديدة من أعمارنا يعود فيه دولاب الحياة للدوران ربما بشكل مختلف.

أجمل ما في العيد الأشياء التي ننتظرها ولا تظهر أو تمارس إلا في أيامه، أي أنها من خصوصياته إذ تجعل لانتظاره طعما مختلفا يجمع بين اللهفة والشوق ومسابقة عقارب الساعة حتى تشير إلى الساعات الأولى من فجر يوم العيد فتتجه الأسر إلى مصليات العيد في أجواء روحانية، فأهل مكة المكرمة أو المدينة المنورة يعتبرون أجمل ما يأتي به العيد تلك الصور الرائعة لتوجه الأسر وأفرادها وهم يرتدون أبهى الحلل لأداء صلاة العيد في الحرمين الشريفين، وفي الشواطئ الغربية والشرقية تقضي العوائل أيام العيد في الواجهات البحرية حيث الجمال والمتعة، وفي وسط المملكة يجد الأهالي جديدهم في العيد بقضاء أيامه الجميلة مع الأهل والأحباب في المزارع والاستراحات والمدن الترفيهية في أجواء حميمية توزع فيها الهدايا على الكبار والصغار.

لا بد أن يأتي العيد بالجديد المنتظر والأهم أن تعيد النفوس فيعود لها الصفاء والنقاء، وتشرق الابتسامات على الشفاه، ويجمل السلوك التواضع ونبذ الذات والتصالح مع النفس والغير. تمتعوا بجديد عيدكم وكل عام وأنتم بخير.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
عوايد العيد
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة