Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 08/08/2013 Issue 14924 14924 الخميس 01 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

من يتابع ما يجري في مصر يلحظ الحماس المهول لكتائب فروع الخليج لهذا التنظيم الدولي، والإخوان لا يمانعون تاريخياً في أن ينضم إليهم أي أحد، حتى ولو لم يكن عضواً بالتنظيم، ولا يخفى على كثيرين أن أحد أهم أساليب التنظيم الماكرة هو «التجييش»، وليس بالضرورة أن تكون إخوانياً مبايعاً لتكون من ضمن جوقة التنظيم، ومن يتابع الحراك في دول الخليج يلحظ أن أعضاء التنظيم الفاعلين لا يتركون شاردة، ولا واردة إلا وأثاروا البلبلة حيالها، خصوصاً ما يتعلَّق بقضايا التنمية، فالهدف هو إثارة البلبلة، وحسب، وليس أدل على ذلك من أنهم يتجاوزون عن إساءات أعضاء التنظيم، حتى ولو كانت هذه الإساءات تتعلّق بالله، وآياته، ورسله، وكان آخر ذلك إساءة أحدهم لأحد المبشّرين بالجنة - حاشاه - قبل أيام، دون أن يكون هناك ردة فعل واحدة منهم، فقد صمتوا صمت القبور، فعضو التنظيم عندهم مقدَّم على كل شيء، وهذا لم يعد خافياً على أحد.

أيضاً فإن أعضاء التنظيم الدولي يعملون بشكل سرّي، ومنظّم، فمن يتعرّض لتنظيمهم يلاقي صلفاً منهم، فلا يوجد عدو يرعب أعضاء التنظيم، مثل أن تكون مطلعاً على خفايا التنظيم، لأنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن فضح ذلك سيبعد عنهم قاعدتهم الجماهيرية، والتي يتلاعبون بها باسم الدين، مستغلين جهلها تارة، وتجهيلها تارة أخرى، وهم يستغلون هذه الجماهير «المغيّبة» لمحاربة خصومهم، لأنهم أجبن من أن يدخلوا في مواجهة مع هؤلاء الخصوم الذين لا قبل لهم بهم، والمؤلم أنهم يحثون هذه الجماهير «المغيّبة» على استخدام أسوأ أنواع الشتم، والقذف في حق من يخالفهم، ويعتقدون أنهم بذلك يستطيعون إسكات الخصوم بمثل هذا الفجور في الخصومة، ولكن من سوء حظهم أن خصومهم يعرفونهم جيداً، ولا تؤثّر فيهم مثل هذه الأسلحة المهترئة، والتي تعتمد الشتم، والقذف سبيلاً في مواجهة الحقائق الدامغة.

قبل أيام، كتبت تغريدة لخصت فيها الرابط بين «التمكين» للتنظيم الدولي للإخوان في الحكم، وبين انتخاب الرئيس أوباما، ودوره في هذه المهمة، والربط بين انتخاب الرؤساء الأمريكيين، والمهام التي توكل إليهم موضوع طويل، وشائك، وقد كتبت فيه مقالات عدة على مدى سنوات، ولأن ثقافة أتباع تنظيم الإخوان سطحية، وساذجة، فقد أقنعوا «المغيّبين» من أتباعهم أن التغريدة تتحدث عن أن أوباما إخواني! ولذا فقد تناقلها كبارهم في السعودية، وما هي إلا ساعات حتى خرجت التغريدة خارج الحدود، ليعلّق عليها أعضاء التنظيم الدولي للإخوان في أكثر من دولة، وكان واضحاً حجم التنظيم الإخواني في ردة الفعل، وخصوصاً أنه شارك فيها بعض من أسميتهم «المناضلين الجدد»، وهم الذين شبعوا مالاً من قوت الناس، ثم قرّروا أن يكونوا ثائرين على الدولة التي ساهمت في ثرائهم! فلم يبق من عناصر «البرستيج لهؤلاء» بعد الثراء إلا «النضال»، والذي يعتبر أسهل طرق الشهرة، وأسرعها، والغريب أن الغباء بلغ مبلغه عند هؤلاء، لدرجة أنهم حتى لم يفهموا التغريدة، وفسروها بسطحية مفرطة، تشبه سطحيتهم عندما يتناولون أي قضية، وحتى اللحظة، ما زالوا يتوهمون أن هجومهم على من ينتقد التنظيم سيمكن لهم، دون إدراك منهم أن الفرصة التاريخية جاءتهم على طبق من ذهب، بمساعدة العالم الغربي بأسره، بقيادة زعيمة العالم الحر: أمريكا، وذلك عندما فازوا، أو تم تفويزهم لحكم مصر، وقد أضاعوا الفرصة ربما إلى الأبد، بعد أن لفظهم الشعب، فهل يفقهون؟!

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
التغريدة
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة