Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 10/08/2013 Issue 14926 14926 السبت 03 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

كل الأمور المحيطة بنا عند استقبالنا لعيد الفطر المبارك ليلة الخميس الماضي كانت تسير وفق ما نهواه ونتمناه؛ فرؤية هلال شهر شوال ثبتت قبل أداء الناس لصلاة مغرب يوم الأربعاء؛ ما أعطى فرصة ثمينة للعائلات للاستعداد للعيد، واستكمال النواقص قبل تباشير فجر العيد بوقت طويل، وحفزت من قرر السفر للمناطق المجاورة في آخر لحظة أن يمضي لما أراد. الأجواء كانت مثالية، والأجهزة الحكومية أدت ما عليها، وبقي أن تترك تلك المحفزات أثراً إيجابياً على تحركات الناس، فهل تمكن كل واحد منا أن ينهي التزاماته كافة قبل يوم العيد؛ لتصبح أموره في العيد تمام التمام، وليقضي وقته مع أسرته بهدوء وسعادة ودون منغصات نتيجة سوء الإعداد والاستعداد؟

قضاء الوقت الممتع في العيد إن كان في المنزل أو في مكان تجمع العائلة أو في المدن الترفيهية أو في السفر داخل أو خارج المملكة قريباً أو بعيداً يحتاج لاستعداد مبكر، فهل استعددت عزيزي المعيد مبكراً، وسارت أمورك يوم العيد على خير ما يرام؟ أم أنك لم تلحق بركب المستعدين إلا في اللحظات الأخيرة؛ لتربك نفسك، وتزعج من حولك، وترفع وتيرة التشنج والضغط النفسي، وكأنك أحد مراجعي جوازات الرياض في آخر يوم من الدوام، وكيف تقاطر المئات ليلحقوا باللحظات الأخيرة، فهذا لم يتفرغ لتجديد جوازه إلا في اليوم الأخير، وهذا يحتاج إلى تأشيرة لمكفوله، وآخر يرغب في تصحيح وضع عمالته؟.. كل هؤلاء أو معظمهم لم يتذكروا إلا في اللحظات الأخيرة رغم أن وزارة الداخلية قد صممت نظاماً إلكترونياً مجانياً، يزوِّد المشترك برسائل تذكيرية متواصلة، وقبل مدة تزيد على الشهرين من تاريخ انتهاء بطاقة الأحوال المدنية والجواز ورخصة القيادة والإقامة وخروج ودخول المكفولين.. ورغم هذه الخدمة الجليلة إلا أن البعض لا يزال محبوساً في ثقافة اللحظات الأخيرة.

ثقافة اللحظات الأخيرة ناتجة في أساسها من التسويف والتأخير والاتكال والاعتماد على الغير، وكل يوم نقول غداً حتى تطير الطيور بأرزاقها.

تصوَّر عائلة ليلة العيد ترغب في السفر وليس لديها حجز! رب الأسرة - وهو المسؤول الأول - سيُحمّل شركات الطيران المسؤولية، وسيمارس الإسقاط على الجميع بدلاً من محاولة الاستفادة من الأخطاء في الأعوام القادمة! في ليلة العيد لن يترك أحداً إلا ويسأله “هل تعرف أحداً؟ أو لك أصدقاء في الخطوط؟”. سيزعج الجميع في سبيل الحصول على حجز حتى ولو كان بسعر مرتفع، مع أنه لو خطط لسفره وحجز مبكراً لكفى نفسه وعائلته كل هذا العناء و”المرمطة”، ولأدرك ما يريد بسعر أرخص.

وإذا لم يتمكن من الظفر بالحجز سيضطر للسفر بالسيارة، وقد تكون السيارة غير جاهزة، فيتعطل في الطريق؛ ويعرض نفسه وعائلته للمزيد من المتاعب والمخاطر.. وعند وصوله، هل سيجد سكناً، وقد يرجع من حيث أتى، أو يعرّض نفسه إن كان سفره خارج الحدود لعمليات نصب واحتيال، ربما تنتهي به لأقسام الشرطة، وانتهاء بأبواب السفارة.

ليلة العيد يشتغل فيها أصحاب اللحظات، ويفوز من استعد مبكراً.

من أتى في آخر لحظة قضى ليلة العيد بين المولات والخياطين، ولو استعد مبكراً لتمتعواً بليلة العيد في أحسن حال.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
العيد واللحظات الأخيرة!
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة