Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 10/08/2013 Issue 14926 14926 السبت 03 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

يزايد البعض من المناضلين على كل من لا يقف اليوم مع ما قيل يوما إنها ثورات عربية، وهي كانت كذلك، بالنسبة للشعوب المغلوبة على أمرها، والتي كانت تتوق إلى الحرية، والعدالة، والديمقراطية، ولا تلام في ذلك فقد عاش كثير من هذه الشعوب تحت نير حكومات ديكتاتورية دموية. هذا، ولكنها لم تكن كذلك لمن خطط لها، وقام على أمرها، وأؤكد من هذا المنبر الحر أن كثيرا ممن صفق لما جرى في عالمنا العربي، ولا زال يجري منذ عام 2011، هم أنفسهم من راجعوا حساباتهم، وذلك بعد أن تبين زيف ما يجرى، ولم يبق إلا المزايدون، والذين لا زالوا يكابرون، رغم كل الدلائل التي تشير إلى سرقة الثورات لصالح حزب سياسي بعينه، وهؤلاء المزايدون، لا يبحثون عن الحرية، والديمقراطية، بقدر ما يناصرون تنظيمهم السياسي، من منطلق ايدولوجي بحت.

لا أحد يستطيع أن يزعم أن هناك عاقلا لا ينشد الحرية، والعدالة، ولكن دعونا نعترف بأننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، ودعونا نعترف بأننا كنا ضحية لمخطط لم نعي أبعاده، فبعد أن وضعت بعض الثورات أوزارها، اكتشفنا أننا كنا في حلم، تماما كما كان أسلافنا أيام الثورات العسكرية قبل نصف قرن، فمن قدر هذا العالم العربي المنكوب أن يكون دوما ساحة لتصفية الصراعات، وبنكاً مفتوحاً في حسابات مصالح القوى العظمى، وأرجوكم تذكروا كيف غم علينا، فصفقنا لقوات الناتو، وهي تقصف بلدا عربيا، مسلما، وسط صيحات أهله، ونحن ذات القوم الذين بكوا دما، قبل ذلك بعقد من الزمان، وذلك عندما هاجمت الولايات المتحدة عراق الرشيد، ودمرته، ثم احتلته، ورأس حكومته أمريكي مدان بالفساد، وكان من صلف عنصرية هذا الحاكم المتغطرس أن لبس حذاء التنس، في اجتماعاته الرسمية، مع معارضة العراق الفندقية!، وماذا أيضا؟!.

لقد قال لنا المفكر الشهير نعوم تشومسكي، وفي أوج احتفالنا بما سمي بربيع العرب، وفي ذات الوقت الذي أمر الرئيس أوباما حليفه حسني مبارك أن يتنحى بسرعة!، قال لنا تشومسكي: «إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تدعم ثورة شعبية حقيقية تنشد الديمقراطية الحقيقية»، وذكرنا تشومسكي بحقائق التاريخ، ولكننا كنا في حالة تنويم مغناطيسي، فلم نصخ السمع للحظة، ثم اكتشفنا مؤخرا، وبعد عامين من الحرك الثوري، أننا أمام دولة عربية، في حالة صدام شبه دموي، وأخرى تنتظر ذات المصير، وثالثة تحكمها القبيلة، وتسيطر عليها لغة العنف، والدم، وعلينا أن نتذكر أن هناك رؤية إسرائيلية قديمة، مفادها أن الحل الوحيد لبقاء إسرائيل، هو في تحول الدول المحيطة بها إلى كانتوتات، أو دويلات قائمة على الإثنيات العرقية، والدينية، أي شبيهة بدولة إسرائيل، فهل هذا ما نراه اليوم، وقد نرى ما هو أسوأ منه مستقبلا؟، والإجابة بالتأكيد لكم!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
نعم للديمقراطية.. لا للفوضى !
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة