Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 11/08/2013 Issue 14927 14927 الأحد 04 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وَرّاق الجزيرة

تأسست الخطوط الجوية العربية السعودية في عام 1945 وذلك حينما قام الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بإهداء طائرة واحدة من طراز دوجلاوس دي سي 3 إلى الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-، لتبدأ خدمتها بين مدينتي جدة على الساحل الغربي والظهران على الساحل الشرقي، كانت رحلتها الدولية الأولى إلى مدينة دمشق في 10 يونيو 1945. في ذلك العام افتتح أول مطار رسمي في السعودية في مدينة جدة. وخلال الأربعينيات توسعت الشركة لتخدم وجهات دولية جديدة منها القاهرة، بيروت، دمشق، وفي الخمسينيات أضافت الشركة عدة مدن إلى خارطتها ومنها إسطنبول، كراتشي، عمان، مدينة الكويت، أسمرة وبورت سودان، وقامت بشراء أربع طائرات جديدة ومن نوع «دي سي 4» وعشر طائرات من نوع «كونفير 340»، في سبعينيات القرن الماضي تم تغير الاسم التشغيلي إلى السعودية، وتم تغيير شعارها وتم شراء المزيد من طائرات بوينغ 747 و737 وكذلك طائرات الترايستار الـ1011 من لوكهيد وافتتحت المزيد من الوجهات خاصة في أوروبا والولايات المتحدة. وفي الثمانينات أضافت الشركة خدمات التموين. مما يذكر أن طيران السعودية هو الوحيد الذي يطير فوق أربع قارات في نفس الرحلة وذلك حين تطير الطائرة من جدة عابرة آسيا، أفريقيا، أوروبا إلى أمريكا الشمالية لتهبط في نيويورك، وفي بداية الألفية الجديدة بدأت الشركة التهيئة لخصخصتها وحققت أول أرباح تشغيلية لها في 2002، الخطوط الجوية العربية السعودية إلى وقت قريب كانت تعد من أرقى الملاحة الجوية عربياً، بل أثبتت تفوقها في إطار النقل الجوي في العالم بأسره، وحظيت بكثير من الإشادة في مختلف الجهات، حتى إن معظم المسافرين من غير أبناء الوطن كانوا يحبذونها لدقة مواعيدها وخدماتها الممتازة، فما هو العطب الذي أصابها؟ وما هي العلل الكامنة فيها بعد هذا التفوق العالمي؟ وكيف صارت الانتكاسة؟، إن أهم الحلول لكي تستعيد عافيتها وتكسب رضا جمهورها وتسحب جمهور غيرها هو إعادة النظر في كثير من الإجراءات التنظيمية والإدارية المتعلقة بالخطوط الجوية العربية السعودية، وإلى إصلاح أولي على مستوى الإدارة العليا ثم الإصلاح على مستوى الإدارة الوسطى ثم الإصلاح على مستوى الإدارة التشغيلية، وإلى فتح المجال السريع غير المتأني أمام الشركات الأخرى للإفادة من إمكاناتها، وإيجاد التنافس بينها؛ من أجل تقديم الخدمات المميزة للمسافرين، ولكي تتنوع الخيارات أمام الأفراد المسافرينلاختيار ما يناسب إمكاناتهم المادية وكذلك راحتهم النفسية، وأن تبادر إلى صنع إعلاني جذاب للخدمات المستقبلية الجديدة التي تنوي العمل بها والتسويق لها بروح شفافة ووعود صادقة، أن الوصول إلى قناعات الجمهور يحتاج إلى إعادة نظر وتقويم بعيداً عن الحساسيات والإنشاء الذي عادة ما يسهل على البعض طرحة دون تدبر أو تفكر أو تعقل، إن الخطوط الجوية العربية السعودية عملاقة وعريقة، وعندها تراكم خبرة ووحدة القياس، وهذه المسافة الزمنية المديدة هي نفسها التي يجب ألا تنفصل عن أولويات الأشياء وبديهياتها، بل يجب أن تكون هذه هي الحال لدى الخطوط السعودية، ويجب أن يشب عليه عقلها القادم وخطواتها الآتية، أعني وجوب أن تعمل الخطوط الجوية السعودية بروح الشباب في إثبات صحة التطلعات والآمال القادمة، أن التغيير في الأشياء يحتاج إلى كثيراَ من الاختلافات بما هو ومن حيث هو، بعيداَ عن الفزع والشك والريبة والتخندق، عندها تنشأ إستراتيجية المستقبل الواعد لتعيد للخطوط الجوية السعودية هيبتها ورونقها وجاذبيتها وخصوصيتها الأصيلة دون أن تنفصم عرى العلاقة بين الخلاف والقناعة، ليحل عندها معيار المصلحة العامة، إنني أثق تماماً بأن الخطوط الجوية السعودية ليس عندها فقر في الحلول والابتكارات، وأنها تستطيع تحديد وجهة طريقها بيقين تام، لا سيما أن للمرحلة القادمة تحديات واستحقاقات تضعها وجهاً لوجه أمام خيار وحيد، هو أن عليها أن تصل إلى ما يريده منها جمهورها وروادها حتى تقفل الأبواب وتوصد أمام تطفل العيون، لكي تصبح بعدها في صف الخطوط الجوية العالمية الأخرى، وتستعيد دورها السالف بالقيادة والريادة.

إن لدي تفاؤلا كبيرا بأن العاملين في قيادة خطوطنا الجوية العربية السعودية يملكون شجاعة اتخاذ القرارات المناسبة، وهم قادرون على تجاوز الأزمة الراهنة وفق قراءة جديدة للواقع العالمي الجديد لكي يعيدوا إلى خطوطنا الجوية العربية السعودية ريادتها ودورها المميز الكبير.

ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready @

الخطوط الجوية العربية السعودية
رمضان جريدي العنزي

رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة