Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 12/08/2013 Issue 14928 14928 الأثنين 05 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

عرف الإغريق بالفلسفة إذ نشأت فيهم وطبعت حضارتهم (اليونان حالياً)، وتعني كلمة الفلسفة (philosophy) باللغة الإغريقية (محبة الحكمة)، إذ اهتمت الفلسفة أول ما نشأت بتعريف القيم الإنسانية والحث على التمسك بها، وبحث حقيقة الكون وخالقه سبحانه وتعالى. ونعلم أن

مؤسسيها كأفلاطون وسقراط وأرسطو قد تركوا بعض آثارهم مثل كتاب (الجمهورية) لأفلاطون الذي ترجمه المسلمون من الإغريقية فنقله الغرب بعد ذلك عن المسلمين، إلا أن الفلسفة بحكم توسعها واعتمادها الجدل هدفاً بحد ذاته لا وسيلة للوصول إلى الحقيقة جعلها ترفاً فكرياً بل شطحات في جزء منها. هذا رأي وله وجاهته وحجته، وهناك الرأي الآخر القائل إن الفلسفة ما زالت رديفا للحكمة، مثل مقولة المفكر الفرنسي فرانز بيكون بأن (القليل من الفلسفة قد تقودك إلى الإلحاد ولكن التعمق فيها يقودك إلى الإيمان)، أو كما قال الشيخ نديم الجسر مفتي طرابلس - سابقاً - في كتابه (قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن) بأن الفلسفة بحر على خلاف البحور يجد راكبه الخطر والزيغ في سواحله وشطآنه والأمان والإيمان في لججه وأعماقه.

هذه مقدمة أحببت أن أشحذ تفكير القراء الكرام بها ولعلها تساعد على تأمل ما يمر به المجتمع اليوناني سليل الفلاسفة من أزمة اقتصادية طالت كثيراً من نظرائه الأوروبيين، فهل الفلسفة شغلت الإنسان اليوناني منذ القدم فأهمل أعماله الأخرى من زراعة وبناء وحرف وغيرها؟، هي مجرد خاطرة وتساؤل طرأ على تفكيري فأحببت طرحها عليكم معشر القراء الأكارم، عوضاً عن الطرح المباشر أو السرد الممل.

وقلت إنها خاطرة وتساؤل بالنظر إلى اليونان حالياً كدولة تمر بأزمة اقتصادية خانقة تراكمت مسبباتها على مر العقود من الزمن فأصبحت على شفا الإفلاس لولا تراكض الأوروبيين لإنقاذها خوفاً من تبعات زلزالها الاقتصادي، وما زالوا في هذا المسعى. علماً بأن الإغريق حضارة كما نعلم جميعاً ولعلها وصلت إلى قمة مجدها على يد الاسكندر المقدوني الذي أسس إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، والذي كان الفيلسوف أرسطو معلماً ومستشاراً له.

من الأزمات تولد الفرص، والجميل كما قرأت قبل أيام أن كثيراً من اليونانيين وخاصة شبابهم، قد عاد إلى حقول الزيتون التي تشتهر بها اليونان منذ القدم، للعمل والاهتمام بشجر الزيتون زراعة وعناية وقطافا، ومنهم طلاب تركوا جامعاتهم في الخارج وعادوا لمساعدة أهليهم وأنفسهم بعد أن ضربت الأزمة الاقتصادية اليونانية مفاصل المجتمع فشلت حراكه وأثرت فيه تأثيراً عظيماً. ولكن هذه العودة إلى الحقول والحياة بنكهتها الأصلية بعيداً عن تلك الملوثة، يعطي درساً بليغاً حري بكل ذي فكر أن يراه جلياً، فهل ألهمت فلسفة أجدادهم سقراط وأفلاطون وأرسطو اليونانيين بهذه العودة إلى حقولهم ومهنتهم القديمة، أم أنها الأزمة والحاجة؟، ربما هذه وتلك.. وطابت لكم الحكمة أجمعين.

omar800@hotmail.com
تويتر @romanticmind

وقفة
الفلسفة أم الاقتصاد؟
عمر إبراهيم الرشيد

عمر إبراهيم الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة