Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 12/08/2013 Issue 14928 14928 الأثنين 05 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

مبيعات غير مسبوقة في بعض القطاعات .. والأمن والسيولة والوقود أبرز المشكلات
شركات مصرية تزدهر رغم الأزمة الاقتصادية .. والعقار يتقدم كملاذ آمن

رجوع

الجزيرة - رويترز:

تواجه الشركات الصغيرة في مصر مصاعب منذ الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك في 2011، لكن الشركات تبلي بلاء حسناً في بعض قطاعات الاقتصاد.

وفي ظل القلاقل نضبت القروض والعملة الصعبة، وتوقف المسؤولون الحكوميون عن أخذ القرارات، واختفى الأمن تقريباً من الشوارع، وتأثرت المصانع والورش بتعطل إمدادات وقود الديزل والبنزين المدعم، وبانقطاعات متكررة في الكهرباء مع تناقص الاحتياطيات الدولارية التي تحتاج إليها الحكومة لتمويل شراء المنتجات البترولية من الخارج، وأغلق العمال الغاضبون المصانع والموانئ على نحو متكرر. لقد نما الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي لا يتجاوز 2.3 في المئة على مدى الأشهر التسعة حتى نهاية مارس/ آذار، وهو مستوى أقل بكثير من معدل الستة في المئة الضروري لاستيعاب الوافدين الجدد إلى سوق العمل. لكن بالنسبة لكثيرين في قطاعات الإنتاج الغذائي ومواد البناء وأنشطة أخرى ما زال الطلب قائماً حتى مع تباطؤ الاقتصاد. وقال طاهر جرجور العضو المنتدب لشركة ليسيكو للأدوات الصحية والسيراميك: «العام الماضي كان الأفضل لنا على الإطلاق في السوق المصرية من حيث حجم المبيعات وقيمتها، والعام الحالي سيكون أفضل. نبيع المزيد بأسعار مرتفعة وعلى نحو غير مسبوق في أي عام مضى، ولا حتى في أفضل سنوات اقتصاد مبارك عندما كان نمو الناتج المحلي الإجمالي في ذروته». وبينما يعاني كبار المقاولين من جراء شح المشاريع تورد ليسيكو المراحيض والبلاط لشركات البناء الصغيرة والأفراد الذين يستغلون حالة التراخي في تطبيق قواعد تراخيص البناء.

ويكتسي الأفق بلون الطوب الأحمر في أنحاء البلاد؛ إذ يبني الناس طوابق مخالفة، ويشيدون بالخرسانة والطوب المحروق على الأراضي الزراعية، وبمناطق أخرى يحظر البناء فيها. وتتعزز طفرة البناء أيضاً بتنامي أعداد المصريين في سن الزواج. وقال جرجور: «من ناحية أخرى فعدم التيقن الذي يشوب الاقتصاد وقوة الجنيه المصري يجعل الناس يتجهون إلى العقار كاستثمار آمن». وقفز صافي ربح ليسيكو 28 في المئة على أساس سنوي إلى 16.3 مليون جنيه مصري في الربع الأول من 2013، وزادت الإيرادات 15 في المئة إلى 331.9 مليون جنيه.

ويقول حسين منصور الرئيس التنفيذي لشركة ألير أكوا إيجيبت، التي تنتج مكورات الأعلاف الطافية للمزارع السمكية «إن بيئة العمل أصبحت لا تُطاق. مشكلة العملة في مصر تزيد صعوبة الاستيراد. نقص الديزل يضر بالإنتاج. الأجور تزيد وتوفير الأمن على الطرق أصبح مشكلة».

وتزاحم الحكومة المقترضين من القطاع الخاص بسبب اقتراضها لتمويل عجز الميزانية الآخذ بالتنامي.

وتتراجع القروض المصرفية، وتتشدد البنوك في الضمانات المطلوبة، وتضع مزيداً من الشروط. وقال منصور إن الفائدة السائدة الآن 18 في المئة عدا الرسوم الإدارية. وبسبب صعوبة تدبير الائتمان تضطر الشركات إلى الدفع المقدم نقداً، وهو ما يحتجز رأس المال، ويضر بالشركات التي لمنتجاتها تاريخ صلاحية. وقال منصور: «زمن التحصيل الذي كان يستغرق أسبوعاً قد يستغرق الآن شهرين. يؤثر هذا على الشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء». لكن هذا لم يمنع ألير أكوا - وهي شركة مصرية دنمركية - من استغلال التباطؤ الاقتصادي لبناء مصنع جديد في مدينة السادس من أكتوبر غربي القاهرة. وقال منصور: «مقاولون كثيرون يعانون؛ لأن السوق في وضع سيئ. كثيرون أوقفوا أعمالهم». ومصر من أكبر الدول المنتجة للسمك البلطي في المزارع السمكية على مستوى العالم، ويتركز إنتاجها في دلتا النيل؛ إذ يربَّى السمك في حقول الأرز المغمورة بالمياه. ويعمل في ألير أكوا 40 عاملاً دائماً، ومثلهم من العمالة المؤقتة، ويستخدمون الصويا والذرة ومسحوق السمك ومواد خام أخرى مستوردة لإنتاج 20 في المئة من علف السمك الطافي المستخدمة في البلاد. وقال منصور إن المصنع الجديد سيزيد طاقة الشركة إلى ثلاثة أمثالها؛ لتصبح أكبر منتج للعلف الطافي في السوق المصرية سريعة النمو. ويقول همام العبد، الرئيس التنفيذي للشركة الغربية للنظم الميكانيكية والإلكترونية: إن الائتمان مبعث قلق. قبل انتفاضة 2011 كان من النادر أن يطلب من الشركات الصغيرة تقديم خطابات ضمان عند الشراء بالتقسيط، لكنه إجراء عادي الآن. وبعد أن كان البنك يطلب في الظروف العادية دفعة مقدمة بين 30 و40 في المئة يقول العبد إنهم يطلبون الآن 100 في المئة. وأضاف «التأثير كبير. المبيعات تراجعت، والنفقات زادت، وتمويل أشياء أساسية تشتريها وتبيعها أصبح مشكلة». ونال هذا من مبيعات الشركة التي تنتج الموازين الإلكترونية ونظم التحكم الصناعي، لكنها وجدت بديلاً للسوق المحلية. وقال العبد: «بدون عقودنا خارج مصر كان الوضع سيزداد سوءاً». مضيفاً بأنه تحول بشكل خاص إلى السوق الليبية. وساعدت صادرات العبد على تفادي مشكلة العملة الصعبة الضرورية لتمويل الواردات، التي أثرت سلباً في كثير من الشركات الأخرى. وشددت الحكومة القيود على العملة الصعبة بعد تهافت على بيع الجنيه في ديسمبر/ كانون الأول، وأعطت الأولوية لمستوردي السلع الضرورية مثل الموادالغذائية الأساسية. لكن حتى مستوردي تلك السلع الذين يحق لهم شراء العملة بالسعر الرسمي اضطروا لتدبير بعض احتياجاتهم من السوق السوداء حسبما ذكر منصور، بل إن البنوك تطلب مستندات جديدة. وقال منصور: «يجب على الشركات تقديم أوراق التخليص الجمركي للبنوك. لا يسمح للشركات بسحب أكثر من 30 ألف دولار يومياً؛ لذا قد يستغرق الأمر أسبوعين أو أكثر لإتمام عملية استيراد كبيرة». وقال العبد: «لدينا مشاكل في إقناع المستثمرين الأجانب بالعمل معنا، أو بتمويل ما نستورده منهم، أو السماح لنا بالسداد لاحقاً على دفعات، وجميعهم يطلبون الدفع مقدماً مقابل أي شيء سيصدرونه إلى هنا».

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة