Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 12/08/2013 Issue 14928 14928 الأثنين 05 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

تنشر بعض الصحف أخباراً كثيرة تنقصها الدقة. أحياناً تكون تلك الأخبار أنصاف حقائق، وأحياناً أقل من ذلك! وتنشر موضوعات وتقارير غير دقيقة على الإطلاق بعناوين مثيرة هدفها جذب القارئ وذلك في خضم حمى التسابق على استقطاب القراء. وبعض الصحف ينشر أخباراً وتقارير صحيحة، لكن العناوين التي تُوضع لهذه الأخبار والتقارير لا علاقة لها بالموضوع بل وربما تتناقض مع محتواه؛ وكل ذلك بسبب الفهم الخاطئ لدى البعض عن أهمية «الإثارة» في صحافة اليوم.

وبسبب هذه الممارسات الخاطئة تنتشر أخبارٌ غير صحيحة داخل المجتمع وتترسخ وتصبح بمثابة حقائق يتم تناقلها دون أن يخطر ببال أحد أن يتساءل عن مصدر تلك الأخبار. وحتى الذين يرددون العبارة الشهيرة «كلام جرايد»، استخفافاً بما تنشره الصحف، يتناقلون ما تنشره الصحف دون تفريق بين ما تنشره صحيفة رصينة وما تنشره صحيفة أخرى معروفة بالخفة والإثارة وخصوصاً عندما تأتي الأخبار موافقة لما تهوى أنفسهم.

وقد يكون أحد أسباب هذه الظاهرة هو نقص الاحترافية والروح المهنية لدى بعض العاملين في الصحافة، وخاصة بين المبتدئبن ممن تنقصهم التجربة. لكن المزعج أكثر من هذا كله هو أن بعضنا ـ نحن الذين نمارس الكتابة في الصحافة بشكل منتظم ـ قد نستقي المعلومات التي نبني عليها آراءنا وأفكارنا من تلك الأخبار غير الدقيقة. بعضنا لا يهتم بتدقيق المعلومة حتى في الحالات التي يكون من السهل فيها استيضاح ومعرفة الحقيقة! وبعضنا يتحمس في تبني وجهة نظر غير قائمة على معلومة دقيقة ويستخدم أقسى العبارات في توجيه النقد لجهة ما أو لشخص ما في حين أن المعلومة التي انطلق منها في تكوين وجهة نظره لا تزيد عن أن تكون معلومة غير دقيقة منشورة في إحدى الصحف من إعداد صحفي صغير مبتدئ.

لهذا أجد أن من غير المناسب أن يتحمس الكاتب لطرح وجهة نظر قبل أن يتثبت من دقة المعلومة، خاصة وقد أصبح من السهل إلى حد كبير التثبت من المعلومة في زمننا الحاضر بعكس ما كانت عليه الحال قبل تطور وسائل حفظ وتوزيع المعلومات بفضل التقنيات السهلة واسعة الانتشار والاستخدام.

إن الحد الأدنى، في رأيي، هو أن يضع الكاتب «خط رجعة» لنفسه فيما لو تبين أن المعلومة التي يبني عليها رأيه غير دقيقة وذلك بأن يشير إلى مصدر المعلومة وأن يؤكد على أن رأيه مبني على تلك المعلومة «إنْ صَحَّتْ». ومن حسن الحظ أن الكثير من الكتاب أصبح يفعل ذلك وأن الصحف صارت أكثر حرصاً على التأكد من دقة ما تنشره.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

على وجه التحديد
إنْ صَحَّتْ المعلومة..
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة