Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 12/08/2013 Issue 14928 14928 الأثنين 05 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

لا تكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا!!!
عبدالله عبدالعزيز الفالح

رجوع

إذا انقضى شهر رمضان المبارك لا تنقضي العبادات والطَّاعات لله تعالى أو تقل، والمعروف أن شهر رمضان المبارك مدرسة عظيمة للتزوَّد من العبادات والتقرّب إلى الله تعالى بالصيام والقيام والدُّعاء وصالح الأعمال، لهذا يجب على المرء أن يتزوَّد من هذا الشهر الفضيل بهذه العبادات العظيمة، ولا يكون شهره هذا مثل باقي شهور السنة، أو أن يمضي الشهر دون أدنى فائدة تُرجى، وقد قال الرَّسُولُ صلَّى الله عليه وسلَّم: (بالرغم من أنَّف امرئ خرج رمضان ولم يُغفر له)... أخي المسلم: لا تكن مثل التي نقضت غزلها.. فتهدم كثيرًا مما بنبت في رمضان! بل علينا جميعًا أن نحرص على الاستمرار بالطاعة لله تعالى في رمضان وغيره... فرب رمضان هو رب الشهور كلها، وهنا فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى، وصيام الستة من شوال بعد رمضان، فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان، وقد وجهنا نبيّنا صلَّى الله عليه وسلَّم إلى فضل الست من شوال، وحثّنا بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيام.. قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «من صام رمضان، ثمَّ اتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر» رواه مسلم وغيره، ويجب ألا يكون الحرص على العبادة كالصَّلاة وغيرها في رمضان، ثمَّ إذا انتهى هذا الشهر الكريم تضعف العزيمة، بل يحصل الإهمال الكبير في أداء الصَّلاة وغيرها والعياذ بالله. فيكون التعبد موسميًّا في رمضان فقط!!... إن الله تعالى هو رب رمضان ورب سائر الشهور الأخرى، وعبادة الله في كلِّ زمان ومكان. قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدُونِ (56) سورة الذاريات، إذا فلنجد العزم ولنحرص دائمًا على عبادة الله تعالى ونتقرّب إليه سبحانه بسائر العبادات حتَّى يأتينا اليقين بإذنه جلّ وعلا، ومن علامات قبول العبادة كما قال الله تعالى: {إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (27) سورة المائدة. إن التوفيق للعمل الصالح نعمة كبرى، ولكنَّها لا تتم إلا بنعمة أخرى أعظم منها، وهي نعمة القبول، وأن يُوفِّق الله العبد لطاعة بعدها، ومن علامات قبول الحسنة: فعل الحسنة بعدها. إن صيام هذه الست بعد رمضان دليل على شكر الصائم لربِّه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطَّاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصَّالحات. قال الحافظابن رجب -رحمه الله-: فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفرًا.

أخي المسلم: ليس للطاعات موسمٌ معينٌ، ثمَّ إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي!، بل إن موسم الطَّاعات يستمرّ مع العبد في حياته كلّّها، ولا ينقضي حتَّى يدخل العبد قبره.. قيل لبشر الحافي -رحمه الله-: إن قومًا يتعبّدون ويجتهدون في رمضان. فقال: (بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقًا إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبّد ويجتهد السنة كلّّها. كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثمَّ التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثانٍ، ثمَّ التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبدًا فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم. وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر.

إن الأعمال التي كان العبد يتقرّب بها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حيًا.. كان النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عمله ديمة.. وسئلت عائشة - رَضِي اللهُ عَنْها -: هل كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يخص يومًا من الأيام؟ فقالت: لا، كان عمله ديمة، وقالت رَضِي اللهُ عَنْها: كان النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة. قال الله تعالى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) سورة الحجر.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة