Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 13/08/2013 Issue 14929 14929 الثلاثاء 06 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لا زالت مادة التعبير التي درسها المجتمع السعودي تلقي بظلالها على التغريدات السعودية في تويتر، وتؤكد ضعف المخرجات التربوية في هذه المادة، وعندما نبحث في تويتر عن (الناجحين) في تلك المادة (مالنقاهم)، لا نجد سوى مثل وقيم وحكم يرددها المغردون (للتميلح) أو (شوفني) صاحب قيم وشخصية مثالية، أو منقولات مرتبة نجمل بها صورتنا ولتزيد من عدد (التويتات) لدواعي (الفخر)! وهي تشبه الغش في الاختبار.

الأمر يرجع إلى معلمي مادة اللغة العربية الذين (لقنونا) القيم (تلقينا) لنفرغها على الورق مثل: “إن بر الوالدين واجب” أو “التدخين مضر بالصحة” أو “فرش أسنانك بعد الأكل”.. وفي الواقع المعاش لا ترى شيئاً من ذلك إلا نادراً، فنجد الآن مغرداً نعرفه عن قرب بأنه (سباب لعان غضوب) يظهر على تويتر حكيم زمانه (ناضح، لطيف، أمين)!!

أما إذا تجاوزنا موضوعات القيم وذهبنا إلى تعبير (الوصف) فإن طلاب زمان لا يعرفون سوى أن الجمل له أربع أرجل ورقبة مقوسة ويصبر على العطش والجوع، وأنه سفينة الصحراء، ولا تبعد موضوعات مادة التعبير عن هذا الفلك، فينجح الجميع بتفوق لأنها مادة سهلة غير قابلة (للرسوب) والإعادة سنة أخرى.

التغريدات كشفت عن مستوى الشعب السعودي في التعبير الكتابي -قديماً وحديثاً- رغم قصر الكلمات المحددة، فشل الكثير منهم في ترتيب (70) كلمة لتشكل معنى مفيداً، لا نقصد اللغة العربية، فحتى اللهجة العامية فشل الكثير في التعبير بها، فشلوا في ترتيب لغة مركزة ومكثفة ذات معنى واضح.

عندما تقرأ الكثير من (التغريدات) تشعر أنك أمام لعبة (الكلمات المتقاطعة)، وذلك حين يتطلب الأمر أن تعيد ترتيب الكلمات وتنسيق حروف الجر والنصب والجزم حتى تكون جملة تتوقع أنها هي المرادة من التغريدة.

اللغة لا تتطور بدروس النحو، ولا بكتاب (المطالعة) ولا بتلقين المثل والقيم والحكم ولا بحفظ المعلقات العشر، وإنما تتطور بتوسيع المدارك وتطوير الفكر ومهارات التفكير، ذلك أن اللغة ليست سوى إنعكاس (للفكر)، فكلما تطور الفكر تطورت اللغة تبعاً له على اعتبار أن اللغة وسيلة ورموز لا تتطور بذاتها إلا عندما يعيد صياغتها فكر عميق وثقافة أصيلة وإدراك واسع.

nlp1975@gmail.com

الحقيقة شمس
الجمل له أربع أرجل
رجاء العتيبي

رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة