Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 14/08/2013 Issue 14930 14930 الاربعاء 07 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

طالعتنا شركة جوجل خلال الأسبوع الأخير من شهر تموز (يوليو) 2013 في مدينة سان فرانسيسكو بخبرين، إذ تضمن الخبر الأول إطلاق شركة جوجل (Google) بالتعاون مع شركة أسوس (Asus) التايوانية لحاسوبها اللوحي المطور المسمى نيكزس 7 (Nexus 7)..

.. والذي أطلقت نسخته الأولى أصلاً في 13 من شهر تموز (يوليو) 2012، وقد حققت النسخة القديمة من هذا الحاسوب اللوحي خلال السنة الماضية نجاحات تتلخص بأن مبيعات هذا الحاسوب قد بلغت 10 % من مبيعات الأجهزة التي تستخدم نظام التشغيل أندرويد (Android OS)، كما حقق هذا الحاسوب أعلى نسبة مبيعات في اليابان بالقياس بالحواسيب اللوحية الأخرى، إذ حقق ما نسبته 25 % من إجمالي مبيعات الحواسيب اللوحية في اليابان.

ويعزي المختصون سبب هذه النجاحات التي حققها هذا الحاسوب إلى حجمه الصغير الذي يجعله نقالاً بإمتياز، إذ يمكن بسهولة حمله بيد واحدة، ويتميز بقُدراته العالية، وإلى سعره المعتدل. لذا فقد حافظت شركة جوجل على هذه الميزات وأضافت له مزايا أخرى في النسخة الجديدة المعدلة للحاسوب اللوحي نيكزس 7 (Nexus 7)، ويبلغ طول الحاسوب اللوحي نيكزس 7 ما يقارب الـ 17.5سم (7 بوصة). وتتميز النسخة الجديدة من الحاسوب اللوحي نيكزس 7 بأنها أسرع بنسبة (1.8) وأرق (أقل سماكة) وأضيق (أقل عرضًا) (Narrower) وأخف وزنًا (290 غرام) وأكثر وضوحية (High Resolution)، وأسرع بمقدار 4 أضعاف لإظهار الصور الخاصة بالألعاب بالقياس بالنسخة السابقة لهذا الحاسوب. وتعتبر شاشاته أوضح وأفضل شاشة حاسوب لوحي لحد الآن، إذ تتألف الشاشة الجديدة المطورة لهذا الحاسوب من 2.3 مليون نقطة ضوئية (بكسل) (Pixels) وحسب الأبعاد التالية (1920×1200)، أي إن كل عمود من نقاطه الضوئية يتألف من 1920 نقطة ضوئية (بكسل) وكل صف من صفوفه يتألف من 1200 نقطة ضوئية (بكسل)، إذ تتألف البوصة (إنش) الواحدة من شاشته من 323 نقطة ضوئية (بكسل)، وبذلك فإن قراءة أي نص من خلال هذه الشاشة أوضح من قراءة أجود نص مطبوع بالألوان.

ويُمَكن هذا الحاسوب مستخدمه من إدخال النصوص الكتابية بشكل أسهل من سابقه. وكما زادت شركة جوجل من مدى الألوان (طيف الألوان) بنسبة 30 % عن مدى الألوان في النسخة القديمة من الحاسوب اللوحي نيكزس 7. وتبلغ سعة ذاكرته الرئيسية (ذاكرة الوصول العشوائي) والمعروفة بالـ(RAM) ما يساوي الـ 2 غيغا بايت (2GB).

ويحتوي هذا الحاسوب على كاميرتين للتصوير إحداهما أمامية متوسطة الدقة بدقة تبلغ 1.2 ميغا بكسل (1.2MP) والأخرى خلفية عالية الدقة (5 MP) بدقة تبلغ 5 ميغا بكسل.

وهذا الحاسوب اللوحي مُصنع من قبل شركة أسوس (Asus). ويحتوي على بطارية قابلة للشحن تتيح للمستخدم الاشتغال لـ 9- 10 ساعات متواصلة بالاعتماد على بطاريته، ومن مزاياه إمكانية شحن بطاريته القابلة للشحن لاسلكيًا (Wireless Charging). ويتميز هذا الحاسوب بجودة الصوت إذ يُمكن مُستخدمه من الحصول على صوت مُجسم (surround sound) من خلال سماعتين موجودتين ضمن هذا الحاسوب أو من خلال سماعة الرأس، كما يُمكن مُستخدِمِه من الإتصال من خلال حزمتي الواي فاي (Dual band Wi-Fi)، وتقنية بلوتوث الذكية (Bluetooth Smart Technology) والذي يتميز بتوفيره للطاقة. وتتوافر الوسيلة الثالثة للاتصال والتي تشحنها شركة جوجل مع الجهاز ممثلة بالجيل الرابع من الاتصالات اللاسلكية والمعروف باسم (4G LTE) والذي يتميز بسعته العالية وسرعته بالقياس بأنواع الاتصال الأخرى.

ويعتمد الحاسوب اللوحي نيكزس 7 على أشهر نظام تشغيل نقال وهو نظام التشغيل أندرويد (Android) والمتمثل بنسخته الجديدة 4.3 (Android 4.3)، والتي تتيح للمستخدمين العرب استخدام اللغة العربية، ويتيح نظام التشغيل أندرويد 4.3 تعدد المستخدمين (Multi User with Restricted Profiles) للحاسوب الواحد مع وضع إمكانية لتقييد استخدام كل من مستخدميه، والهدف من وراء وضع هذه الخاصية هو تمكين الآباء من السيطرة على استخدام أبنائهم لهذا الحاسوب، وبذلك يمكن لجميع أفراد العائلة الإستفادة من جهاز واحد من هذا النوع. وبإمكان هذا الحاسوب تنفيذ عدد كبير من التطبيقات، ممثلة بتطبيقات البريد الإلكتروني والجداول الإلكترونية (Spreadsheet) والمتصفح كروم، ...الخ.

ويأتي خبر إطلاق شركة جوجل للحاسوب اللوحي نيكزس 7 (Nexus 7) استجابة لتوقعات السوق القائلة بأنه من المتوقع أن تفوق مبيعات الحواسيب اللوحية (tablets) المستخدمة من قبل الأفراد والشركات في نهاية هذه السنة مبيعات الحواسيب الشخصية (Personal Computers) المستخدمة من قبل الأشخاص والشركات على حد سواء، إذ تَدل إحصاءات سنة 2012 على أن عدد الحواسيب الشخصية المستخدمة من قبل الشركات يفوق عدد الحواسيب الشخصية المستخدمة من قبل الأفراد.

ويستخدم هذا الحاسوب لتصفح صفحات الإنترنت وقراءة الكُتب والتسلية من خلال الألعاب. ويُمكن الحاسوب اللوحي نيكزس 7 الآباء والأمهات من تحديد البرامج والبيانات التي بإمكان أبنائهم أن يستخدموها ضمن الحاسوب اللوحي نيكزس 7. وسَبق لجوجل أن طرحت مُشغل جوجل (Google Play) والذي كان يُعرف سابقًا باسم سوق أندرويد (Android Market) والذي يُمثل منصة توزيع الرقمي للأندرويد ومتجرًا للإلكترونيات من خلال الإنترنت والذي تقوم شركة جوجل بالإشراف عليه، والذي يوفر خدماته بشكل أساس لمستخدمي الحواسيب اللوحية، إذ تقول الشركة بأن عدد الملفات التي تم تحميلها من خلال مشغل جوجل (Google Play) قد تجاوز الـ 50 مليار ملف لهذا العام، لأن مشغل جوجل يحتوي على أكثر من مليون تطبيق اليوم، والتي أصبح بإمكان حاسوب جوجل اللوحي الجديد المسمى نيكزس 7 (Nexus 7) أن يستفيد من منصة التوزيع الإلكتروني هذه والمسماة مشغل جوجل (Google Play).

أما الخبر الثاني فتتلخص بإطلاق شركة جوجل لمنتجها الجديد والذي اسمته باسم كرومكاست (Chromecast)، والذي يُشابه في شكله الخارجي جهاز الفلاش (USB Flash) الذي نستخدمه لخزن مختلف البيانات والمعلومات. ويتوجب على مستخدم هذا المنتج (كرومكاست (Chromecast) إدخاله في فتحة الـ (HDMI input) والتي تتوافر في خلفية أجهزة التلفاز الحديثة من النوع المُسمى شاشات العرض السائلة والمعروفة بالمختصر الإنجليزي (LCD). ويبلغ سعر هذا المنتج حاولي 35 دولارًا أمريكيًا، ويتضمن هذا السعر اشتراكًا مجانيًا مع نيتفليكس (Netflix) لمدة ثلاثة أشهر، وسيحصل مُشتركو نيتفليكس الذين يقتنون كرومكاست (Chromecast) على خُصومات تشجيعية. ويمكن لمقتني هذا المنتج أن يرسل أي شيء من أجهزته النقالة إلى جهاز التلفاز الحاوي على كرومكاست (Chromecast)، ويتيح لنا هذا المُنتج القيام بالوظائف المعتادة من إرسال واستلام للرسائل الإلكترونية (Emails)، ومشاهدة المواقع المختلفة أثناء الارتباط بأجهزة التلفاز، وسيتم التحكم بجهاز التلفاز من خلال الجهاز النقال المرتبط مع جهاز التلفاز، أي أن الجهاز النقال سيعمل بمثابة المرسل للمادة الإنترنيتية وكجهاز للتحكم (Remote control) لجهاز التلفاز.

يتمتع جهاز جوجل كرومكاست (Chromecast) بالقدرة على التعامل مع موقعي يوتيوب (YouTube) ونيتفليكس (Netflix) وأجهزة التلفاز ومشغل أفلام جوجل (Google Play Movies) ومشغل موسيقى جوجل (Google Play Music)، وستضاف قابلية التعامل مع تطبيقات إضافية أخرى مثل تطبيق الباندورا (Pandora) قريبًا.

لا بد لنا أولاً أن نَسرد الأسباب التي دعت شركة جوجل (Google) إلى إطلاق منتجها الجديد كرومكاست (Chromecast) والذي سيجعل التلفاز أكثر ذكاءً ووسطًا من أوساط الإنترنت (Internet media smart TV) من خلال إنتاجها لدونجل ذكي للتلفاز (smart-TV dongle) لا يتجاوز طوله الـ 5 سم والقادر على التعامل مع الأنظمة التشغيلية المختلفة وبكلفة متدنية، إذ لا يقتصر تعامل المنتج الجديد على الأجهزة النقالة (الكمبيوترات المحمولة، الهواتف الذكية، والحواسيب اللوحية) الحاوية على المتصفح الشهير جوجل كروم (Chrome) ونظام التشغيل أندرويد (Android)، بل بإمكان هذا المنتج أن يَربط أي جهاز نقال وبغض النظر عن الأنظمة التشغيلية التي يَعتمد عليها هذا الجهاز النقال بالتلفزيون من خلال الواي فاي (Wi-Fi)، وبذلك يصبح بإمكان مستخدمي الأجهزة النقالة مُشاهدة ما تعرضه أجهزتهم ذات الشاشات الصغيرة والمرتبطة أصلاً بشبكة الإنترنت عبر شاشات كبيرة (شاشات التلفاز الكبيرة).

وبهذا المنتج أصبحت شركة جوجل ثالث شركة تتنافس على جعل محتويات الإنترنت تعرض من خلال شاشات التلفاز الكبيرة إضافة إلى شركتي أبل (Apple) ومايكروسوفت (Microsoft). فقد سبق لشركة أبل أن أطلقت في سنة 2007 ما أسمته تلفزيون أبل (Apple TV) والذي تقتصر إمكاناته وقابلياته على تعامل مع منتجات أبل (Apple) حصرًا بعكس منتج شركة جوجل الجديد والقادر على التعامل مع مختلف أنواع الأجهزة النقالة. ولا بد لنا أن نشير إلى أنه بالرغم من محدودية تلفزيون أبل فقد باعت أبل لحد الآن 13 مليون جهاز تلفزيون، بيع نصف هذا العدد خلال السنة الماضية وبسعر 99 دولارًا أمريكيًا أي أن سعره يزيد على منتج جوجل الجديد بثلاثة أضعاف تقريبًا. لذا سنستنتج بأن جوجل كرومكاست (Chromecast) يتمتع بمرونة التعامل مع مختلف الأجهزة وأنظمة التشغيل إضافة إلى أن بخس سعره بالقياس بسعر تلفزيون أبل (Apple TV).

ولشركة مايكروسوفت أيضًا منتج مشابه لمنتج جوجل كرومكاست.

سنبدأ الآن بسَرد الأسباب الكامنة وراء طرح جوجل كرومكاست (Chromecast) من قبل شركة جوجل. يُعتبر موقعا يوتيوب (YouTube) ونيتفليكس (Netflix) الأشهر في العالم لمشاهدة الأفلام الفيديوية، إذ يستحوذ هذان الموقعان على ما نسبته 50 % تقريبًا من مجموع مشاهدي الأفلام في قارة أمريكا الشمالية من خلال شبكة الإنترنت، علما بأن إجمالي عدد الأفلام الفيديوية التي يتم مشاهدتها شهريًّا عبر شبكة الإنترنت في أنحاء العالم المختلفة يبلغ 200 مليار فيلم فيديوي. ولقد شهدت نسب مشاهدة هذه الأفلام من خلال الهواتف الذكية (smartphones) والحواسيب اللوحية (tablets) ازديادًا بمقدار 270 % خلال السنة الماضية، أي ما يقل قليلاً عن الثلاثة أضعاف.

كما دلت الإحصائيات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية على أن معدل أجهزة التلفاز المتوافرة في كل مسكن تبلغ 3 أجهزة لكل مسكن، ولكنها القسم الأعظم من أجهزة التلفاز لا صلة له على الإطلاق بالإنترنت والأجهزة النقالة.

ونظرًا لانقطاع الصلة ما بين الكمبيوترات المحمولة (laptops) والهواتف الذكية (smartphones) والحواسيب اللوحية (tablets) من جهة وأجهزة التلفاز من جهة أخرى فقد تم التفكير بعملية الربط بين الجهتين لاسيما إن كان جهاز التلفاز الذي تملكه يمتاز بحجمه الكبير ووضوحية عالية (High Resolution) وارتباطة بمكبرات للصوت (Speakers) عالية الجودة. إذ أثبتت الدراسات بأن الذين فكروا بالربط ما بين أجهزتهم النقالة ممثلة بالكمبيوتر المحمول والهواتف الذكية والحواسيب اللوحية بأجهزة التلفاز لا يتجاوزون الـ 15 % من الأسر الأمريكية. لذا بدأت شركة جوجل بالتفكير بطرح حل رخيص للربط ما بين الأجهزة النقالة وأجهزة التلفاز اعتمادًا على مُنتجها السابق المتمثل بالمتصفح الشهير جوجل كروم (Chrome) والذي يتميز ببساطته وقابليته على الاشتغال والتعامل مع أنظمة التشغيل المختلفة. إن أول عائق يمنع ربط الأجهزة النقالة بأجهزة التلفاز يتلخص بمشاكل تتعلق بكيفية تنصيب هذه الأجهزة، لذا بدأ التفكير بتصميم جهاز يتجاوز هذا العائق ويتيح عملية الربط دون أن نحتاج إلى عملية تنصيب (Setup) مُعقدة.

يرى عدد من المختصين في هذا المجال بأن السبب الحقيقي والمخفي من وراء طرح فكرة الربط ما بين الأجهزة النقالة على اختلافها مع أجهزة التلفاز من قبل شركتي أبل (Apple) وجوجل (Google) يكمن في سعي الشركتين إلى الاستحواذ على فكرة طرح خدمات التلفاز المدفوع عبر شبكة الإنترنت (Pay TV services over the internet)، لمنافسة شركات تلفزيون الكابل (Cable TV)، والمحطات الفضائية. وبناء على ما تقدم فقد عقد عدد من الشركات عدة اجتماعات لبحث سُبل استثمار هذه الأفكار تجاريًّا، ولكن العقبة الرئيسية التي كانت تصادف هذه الشركات هو رفض مبدأ الحزم للبرامج التلفزيونية ذات المشاهدة العالية من قِبَلِ مُنتجيها، كما أن شركات تلفزيون الكابل (Cable TV) تسعى إلى إيقاف هذه الفكرة لأنها ستقضي عليها. ويعتقد معظم المختصين بأن هذه الأفكار سترى النور وسيحل التلفزيون الذكي المرتبط بشبكة الإنترنت محل تلفزيون الكابل والمحطات الفضائية عاجلاً أم آجلاً.

- متخصص بشؤون محركات البحث واسترجاع المعلومات - https://sites.google.com/site/mohammednajialkabi/

حاسوب جوجل اللوحي المطور نيكزس 7
د. محمد ناجي الكعبي

د. محمد ناجي الكعبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة